صفحة جزء
766 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله بن مسعود" [ - رحمه الله - ] : " ما شبهت ما غبر من الدنيا إلا بثغب ذهب صفوه، وبقي كدره".

قال: حدثنيه " أبو النضر" ، عن " أبي خيثمة" ، عن " الأعمش" ، عن " شقيق" ، عن " عبد الله".

قوله: ما غبر: يعني ما بقي، والغابر: هو الباقي، ومنه قول الله - تبارك وتعالى - : إلا عجوزا في الغابرين يعني ممن تخلف، فلم يمض مع " لوط" [ - عليه السلام - ] قال " عبيد الله بن عمر" " يوم صفين" ، وكان مع " معاوية" [ ص: 94 ] :


أنا عبيد الله ينميني عمر


خير قريش من مضى ومن غبر


بعد رسول الله والشيخ الأغر

يقول: خير من مضى، وخير من بقي.

قال " أبو عبيد ": وحدثني " الأبار" ، عن " منصور" ، عن " شقيق" ، عن " عبد الله" مثل حديث " أبي النضر" ، عن " أبي خيثمة" ، وفى أوله قال: قد سألني رجل عن شيء ما دريت ما أجيبه، قال: ما ترى في رجل شاب مؤد نشيط يخرج مع أمرائنا، فلعلهم يعزمون علينا في أشياء لا نحصيها".

قال: المؤدي: التام السلام الشاك.

وقوله: " إلا بثغب" الثغب: الموضع المطمئن في أعلى الجبل يستنقع فيه ماء المطر، قال " عبيد بن الأبرص" يذكر امرأة:


ولقد تحل بها كأن مجاجها     ثغب يصفق صفوه بمدام

التالي السابق


الخدمات العلمية