صفحة جزء
82 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه نهى أن يبال في الماء الدائم، ثم يتوضأ منه".

قال: حدثناه "أبو يوسف" عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قال: وحدثناه، يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "نهى أن يبال في الماء الراكد، وأن يغتسل فيه من جنابة".

قال "الأصمعي" وبعضه عن "أبي عبيدة": الدائم: هو الساكن، وقد دام الماء يدوم، و [قد] أدمته أنا إدامة: إذا سكنته، وكل شيء سكنته، فقد أدمته، وقال الشاعر [ ص: 282 ] :


تجيش علينا قدرهم، فنديمها ونفثؤها عنا إذا حميها غلا

قوله: فنديمها: نسكنها، ونفثؤها: نكسرها بالماء أو غيره.

وهذا مثل ضربه، [أي] إنا نطفئ شرهم عنا.

ويقال للطائر: إذا صف جناحيه في الهواء وسكنهما، ولم يحركهما كطيران الحدأ ، والرخم: قد دوم الطائر تدويما، وهو من هذا أيضا؛ لأنه إنما سمي بذلك لسكونه، وترك الخفقان بجناحيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية