صفحة جزء
844 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي هريرة" أنه سئل عن القبلة للصائم، فقال: " إني لأرف شفتيها، وأنا صائم".

قال: حدثناه " ابن أبي عدي" ، عن " حبيب بن شهاب العنبري" ، عن " أبيه" عن " أبي هريرة".

قوله: أرف: الرف: [هو] مثل المص والترشف ونحوه. يقال منه: رففت الشيء أرفه رفا. فأما يرف - بالكسر - فهو من غير هذا، يقال: رف الشيء يرف رفا ورفيفا: إذا برق لونه، وتلألأ، قال " الأعشى" يذكر ثغر امرأة:


ومها ترف غروبه يشفي المتيم ذا الحراره

وقد روي عن " أبي هريرة" في حديث آخر أنه سئل: أتقبل، وأنت صائم؟ [ ص: 209 ] فقال: " نعم، وأكفحها" ، وبعضهم يرويه: " نعم، وأقحفها".

فمن قال: أكفحها أراد بالكفح: اللقاء، والمباشرة بالجلد، وكل من واجهته، ولقيته كفة كفة، فقد كافحته كفاحا ومكافحة، وقال " ابن الرقاع [العاملي] ":


تكافح لوحات الهواجر والضحى     مكافحة للمنخرين وللفم

قال " أبو عبيد ": المنخرين - بالكسر - لا نعرف لها نظيرا في الكلام.

فهذا البيت قد فسر قول " أبي هريرة".

ومن رواه: أقحفها، فإنه [أراد] شرب الريق وترشفه.

ومنه يقال: قد قحف الرجل الإناء: إذا شرب ما فيه [ ص: 210 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية