صفحة جزء
85 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"خير ما تداويتم به اللدود، والسعوط، والحجامة، والمشي".

قال: حدثناه يزيد، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، يرفعه.

قال "الأصمعي": اللدود: ما سقي الإنسان في أحد شقي الفم [ ص: 293 ] .

ومنه الحديث الآخر: "أنه لد في مرضه - صلى الله عليه وسلم - وهو مغمى عليه، فلما أفاق، قال: لا يبقى في البيت أحد إلا لد، إلا عمي العباس" .

قال أبو عبيد فنرى - والله أعلم - أنه [إنما] فعل ذلك عقوبة لهم؛ لأنهم فعلوه من غير أن يأمرهم به.

قال "الأصمعي": وإنما أخذ اللدود من لديدي الوادي، وهما جانباه، ومنه قيل للرجل: هو يتلدد: إذا التفت عن جانبيه يمينا وشمالا.

ويقال: لددت الرجل ألده لدا: إذا سقيته ذلك.

وجمع اللدود ألدة، [و] قال عمرو بن أحمر الباهلي:


شربت الشكاعى والتددت ألدة وأقبلت أفواه العروق المكاويا

فهذا هو اللدود.

وأما الوجور: فهو في وسط الفم .

[ ص: 294 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية