صفحة جزء
868 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عباس" في الذبيحة بالعود، قال: " كل ما أفرى الأوداج غير مثرد".

قال: حدثناه " ابن علية" ، عن " أيوب" ، عن " عكرمة" ، عن " ابن عباس".

قال " أبو زياد الكلابي": التثريد: أن تذبح الذبيحة بشيء لا حد له، فلا ينهر الدم، ولا يسيله، فهذا المثرد، وليس بذكي إنما هو قاتل، وإفراد الأوداج: تقطيعها، وتشقيقها، وكل شيء شققته، فقد أفريته، وما كان على وجه التقدير والتسوية،فإنه يقال منه: فريت، بغير ألف، وهو من غير الأول، قال " زهير":


ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ض القوم يخلق ثم لا يفري [ ص: 240 ]

قال: فالخلق: التقدير، والفري: القطع على وجه الإصلاح

وقد تأول بعض الناس هذا الحديث أن قوله: كل من الأكل، وهذا خطأ لا يكون، ولو أراد من الأكل أوقع المعنى على الشفرة، إذا قال: كل ما أفرى الأوداج، لأن الشفرة هي التي تفري.

[قال " أبو عبيد "] : وإنما معنى الحديث: أن كل شيء أفرى الأوداج من عود أو ليطة أو حجر، بعد أن يفريها، فهو ذكي غير مثرد.

التالي السابق


الخدمات العلمية