صفحة جزء
869 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عباس" أن رجلا أتاه، فقال: إني أرمي الصيد، فأصمي وأنمي، فقال: " ما أصميت فكل، وما أنميت فلا تأكل".

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " الأعمش" ، عن " الحكم" ، عن [ ص: 241 ] " مقسم" ، عن " ابن عباس".

قال: وحدثناه " غندر" ، عن " شعبة" ، عن " الحكم" ، عن " عبد الله بن أبي الهذيل" ، عن " ابن عباس" قال: ونرى أن المحفوظ هذا.

قوله: ما أصميت فكل: الإصماء: أن يرميه فيموت بين يديه، ولم يغب عنه [وكذلك الإقعاص] والإنماء: أن يغيب عنه، فيموت، فيجده ميتا.

يقال منه: قد أنميت الرمية أنميها إنماء، فإن أردت أن تجعل الفعل للرمية نفسها، قلت: قد نمت تنمي: أي غابت، ثم ماتت، ومنه قول " امرئ القيس" يصف رجلا بجودة الرمي:


فهو لا تنمي رميته ما له لا عد من نفره

قوله: لا عد من نفره: فإنه دعاء عليه، وهو يمدحه، وهذا كقولك للرجل يفعل الشيء، أو يتكلم بالكلام يعجبك منه: ما له قاتله الله! أخزاه الله! فقال هذا، [ ص: 242 ] وهو يريد غير معنى الدعاء عليه.

وهذا مثل الذي فسرت لك في الحديث الأول من قوله: خطأ الله نوءها أنه دعاء، وهو لا يريد مذهب الأنواء، إنما هو على مجرى كلامهم.

وقوله: لا تنمي، يقول: لا تغيب عنه الرمية، تموت مكانها، والإقعاص مثل الإصماء.

التالي السابق


الخدمات العلمية