صفحة جزء
87 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"أفضل الناس مؤمن مزهد".

قال: حدثناه "أبو معاوية" عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر شيئا في المملوك، إذا أطاع الله، وأطاع مواليه. قال: فذكرت ذلك "لكعب" فقال: "ليس عليه حساب، ولا مؤمن مزهد".

قال "الأصمعي" أو "أبو عمرو" - وأكبر ظني أنه الأصمعي - : المزهد: القليل الشيء؛ وإنما سمي مزهدا؛ لأن ما عنده يزهد فيه من قلته.

يقال منه: قد أزهد الرجل إزهادا: إذا كان كذلك، قال "الأعشى" يمدح قوما [ ص: 297 ] .

بحسن مجاورتهم جارة لهم. فقال:


فلن يطلبوا سرها للغنى ولن يسلموها لإزهادها

فالسر هو النكاح [ها هنا] .

قال [الله] - تبارك وتعالى - : ولكن لا تواعدوهن سرا

وقال امرؤ القيس [بن حجر] :


ألا زعمت بسباسة اليوم أنني     كبرت، وألا يشهد السر أمثالي

فأراد "الأعشى": أنهم لا يتزوجونها لغناها، ولا يتركونها لقلة مالها، وهو الإزهاد.

التالي السابق


الخدمات العلمية