صفحة جزء
870 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عباس" حين ذكر " إبراهيم" عليه السلام" وإسكانه " إسماعيل" [ - عليه السلام - ] وأمه " مكة" وأن الله [ - تبارك وتعالى - ] فجر لهما " زمزم" ، قال: " فمرت رفقة من " جرهم" ، فرأوا طائرا واقعا على جبل، فقالوا: إن هذا الطائر لعائف على ماء".

قال: حدثناه " ابن علية" ، عن " أيوب" ، عمن حدثه، عن " سعيد بن جبير" ، عن " ابن عباس" في حديث طويل [ ص: 243 ] .

قوله: عائف على ماء، كان " أبو عبيدة " يقول في العائف هاهنا: هو الذي يتردد على الماء، ويحوم ولا يمضي، قال " أبو عبيد ": ومنه قول " أبي زبيد" وذكر إبلا أو خيلا قد أزحفت وتساقطت، فالطير تحوم عليها، فقال:


كأن أوب مساحي القوم فوقهم طير تحوم على جون مزاحيف

فشبه اختلاف المساحي بأجنحة الطير.

والعائف في أشياء سوى هذا، منها: الذي يعيف الطير يزجرها، وهي العيافة، وقد عاف يعيف.

والعائف أيضا: الكاره للشيء المتقذر منه، ومنه الحديث المرفوع: أنه أتي بضب، فلم يأكل، وقال: " أعافه، ليس من طعام قومي". يقال من هذا [ ص: 244 ] :

يعاف [عيفا] ومن الأول والثاني: يعيف [عيفا] .

التالي السابق


الخدمات العلمية