صفحة جزء
923 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله بن عمرو": " أن الله - تبارك وتعالى - أنزل الحق، ليذهب به الباطل، ويبطل به اللعب، والزفن، والزمارات، والمزاهر، والكنارات" [ ص: 303 ] .

قال: حدثنيه " أبو النضر" ، عن " عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة" ، عن " هلال بن أبي هلال" ، عن " عطاء بن يسار" ، عن " عبد الله بن عمرو".

قوله: المزاهر: واحدها مزهر، وهو العود الذي يضرب به، ومنه الحديث المرفوع في النسوة التي ذكرن أزواجهن، فقالت واحدة منهن، وذكرت زوجها وإبله، فقالت: إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك: تعني أنه ينزل به الضيفان، فينحر لهم، ويسقيهم، ويأتيهم باللهو، قال " الأعشى" يمدح رجلا:


جالس حوله الندامى فما ينـ ـفك يؤتى بمزهر مندوف

فهذا المزهر لا يختلف فيه [ ص: 304 ] .

وأما الكنارات فإنها يختلف فيها، فيقال: إنها العيدان - أيضا، ويقال: بل الدفوف. وهو في حديث مرفوع، قال: حدثنا " يزيد بن هارون" ، عن " محمد بن إسحاق" ، عن " يزيد بن أبي حبيب" ، عن " عبد الله بن عمرو" ، قال: " نهى " النبي" - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر، والميسر، والكوبة، والغبيراء، وكل مسكر" ، وذكر فيه الكنارات أيضا. فأما الكنارات فما ذكرنا، وأما الكوبة فإن " محمد بن كثير" أخبرني أن الكوبة: النرد في كلام أهل اليمن، وقال غيره: الطبل.

وقال " ابن كثير": لا أعرف الغبيراء، وقال غيره: الغبيراء: السكركة، وهو شراب يعمل من الذرة، والسكركة بالحبشية، وهو شرابهم.

وأما الحديث الآخر: " إن الله يغفر لكل مذنب إلا لصاحب عرطبة أو كوبة".

فقد قيل في العرطبة: إنها العود أيضا، وأما الكوبة فما ذكرنا، فهذه [ ص: 305 ] ثلاثة أسماء في العود، والاسم الرابع البربط، ولا أعلم منها اسما عربيا إلا المزهر وحده.

التالي السابق


الخدمات العلمية