صفحة جزء
96 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النعمان بن مقرن قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في أربعمائة راكب من "مزينة" فقال [ ص: 312 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - "لعمر": "قم فزودهم". فقام "عمر" ففتح غرفة له فيها تمر كالبعير الأقرم". هكذا الحديث.

وقال: حدثنيه هشيم بن بشير، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن "النعمان" قال: وحدثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن دكين بن سعيد أو سعيد - شك أبو عبيد - قال: قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر مثل هذه القصة.

قال أحدهما: "فإذا تمر مثل الفصيل الرابض".

وقال الآخر: "مثل البعير الأقرم" [ ص: 313 ] قال: فقال "عمر": يا رسول الله! إنما هي أصوع. ما يقيظن بني قال: "قم فزودهم".

قال أبو عمرو: لا أعرف الأقرم، ولكني أعرف المقرم، وهو البعير المكرم الذي لا يحمل عليه، ولا يذلل، ولكنه يكون للفحلة.

قال: وأما البعير المقروم، فهو الذي به قرمة، وهي سمة تكون فوق الأنف تسلخ منه جلدة، ثم تجمع فوق أنفه، فتلك القرمة.

يقال منه: قرمت البعير أقرمه قرما [ ص: 314 ] .

قال أبو عبيد: وإنما سمي السيد الرئيس من الرجال المقرم؛ لأنه شبه بالمقرم من الإبل؛ لعظم شأنه وكرمه عندهم، قال "أوس بن حجر":


إذا مقرم منا ذرا حد نابه تخمط فينا ناب آخر مقرم

أراد: إذا هلك سيد منا خلف مكانه آخر.

وأما قول "عمر" [ - رحمه الله] ما يقيظن بني، فإنه يعني أنه لا يكفيهم لقيظهم، والقيظ: هو حمارة الصيف، يقول: ما يصيفهم.

يقال: قيظني هذا الطعام، وهذا الثوب: إذا كفاك لقيظك، وكان الكسائي" ينشد هذا الرجز لبعض الأعراب:


من يك ذا بت فهذا بتي


مقيظ مصيف مشتي



يقول: يكفيني للقيظ، والصيف، والشتاء.

[ ص: 315 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية