صفحة جزء
97 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعث إلى "ضباعة" وذبحت شاة فطلب منها، فقالت: ما بقي منها إلا الرقبة، وإني لأستحي، أن أبعث إلى رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] بالرقبة، فبعث إليها: "أن أرسلي بها، فإنها هادية الشاة، وهي أبعد الشاة من الأذى".

قال: حدثناه إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الرحمن الأعرج، يرفعه.

قال "الأصمعي" وغير واحد: الهادي من كل شيء: أوله وما تقدم منه؛ ولهذا قيل: أقبلت هوادي الخيل: إذا بدت أعناقها؛ لأنها أول شيء [يتقدمها] من أجسادها.

وقد تكون الهوادي أول رعيل يطلع منها؛ لأنها المتقدمة .

[ ص: 316 ] يقال منها: [قد] هدت تهدي: إذا تقدمت.

وقال "عبيد بن الأبرص" يذكر الخيل:


وغداة صبحن الجفار عوابسا يهدي أوائلهن شعت شزب

أي يتقدمهن.

وقال "الأعشى" يذكر عشاه، ومشيه بالليل:


إذا كان هادي الفتى في البلاد     صدر القناة أطاع الأميرا

وقد يكون إنما سمى العصا هاديا؛ لأنه يمسكها بيده، فهي تهديه تتقدمه.

وقد يكون من الهداية: أي أنها تدله على الطريق.

وكذلك الدليل يسمى هاديا؛ لأنه يقدم القوم، ويتبعونه، ويكون أن يهديهم للطريق.

التالي السابق


الخدمات العلمية