142 - كان من قوله -صلى الله عليه وسلم- (في) كراهية ذلك أن قال: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=688033ذروني ما تركتكم، فإنما هلك الذي من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم " فأي أمر أكف لمن يعقل عن التنقيب من هذا، ولم يبلغ الناس يوم قيل لهم هذا القول من الكشف عن الأمور جزءا من مائة جزء مما بلغوا اليوم، وهل هلك أهل الأهواء، وخالفوا الحق إلا بأخذهم بالجدل، والتفكير في دينهم؛ فهم كل يوم على دين ضلال وشبهة جديدة، لا يقيمون على دين وإن أعجبهم، إلا نقلهم الجدل والتفكير إلى دين سواه، ولو لزموا السنن وأمر المسلمين وتركوا الجدل لقطعوا عنهم
[ ص: 284 ] الشك، وأخذوا بالأمر الذي حضهم عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورضيه لهم، ولكنهم تكلفوا ما قد كفوا مؤنته، وحملوا على عقولهم من النظر في أمر الله ما قصرت عنه عقولهم، وحق لها أن تقصر عنه وتحسر دونه، فهنالك تورطوا. وأين ما أعطى الله العباد من العلم في قلته وزهادته مما لم ينالوا؟ قال الله -عز وجل-:
ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا . وقد قص الله ما عير به
موسى -عليه السلام- من أمر الرجل الذي لقيه فقال:
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ، فكان معه في خرقه السفينة، وقتله الغلام، وبنائه الجدار، ما قد قال الله في كتابه، فأنكر
موسى -عليه السلام- ذلك، وجاءه ذلك في ظاهر الأمر منكرا لا تعرفه القلوب، ولا يهتدي له التفكير، حتى كشف الله ذلك
لموسى فعرفه. وكذلك ما جاء من سنن الإسلام وشرائع الدين الذي لا يوافق ولا تهتدي له العقول، ولو كشف الناس عن أصولها لجاءت واضحة بينة غير مشكلة على مثل ما جاء عليه أمر السفينة وأمر الغلام، وأمر الجدار، فإن ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- كالذي جاء به
موسى -عليه السلام-، يعتبر بعضه ببعض، ويشبه بعضه بعضا. ومن أجهل وأضل وأقل معرفة بحق الله ورسوله، وبنور الإسلام وبرهانه، ممن قال: لا أقبل سنة، ولا أمرا مضى من أمر المسلمين حتى يكشف له عيبه وأعرف أصوله، ولم يقل ذلك بلسانه، فكان عليه رأيه وفعله، ويقول الله -عز وجل-:
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
[ ص: 285 ] قال: وحدثنا
الحسن بن محمد ، نا
ابن حميد ، نا
الحكم بن بشير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16717عمرو بن قيس قال: قيل
للحكم : ما اضطر الناس إلى هذه الأهواء؟ قال: الخصومات. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة : سأل رجل
nindex.php?page=showalam&ids=16438ابن شبرمة ، عن الإيمان فلم يجبه، ثم تمثل بهذين البيتين:
إذا قلت جدوا في العبادة واصبروا أصروا وقالوا للخصومة أفضل خلافا لأصحاب النبي وبدعة
وهم بسبيل الحق أعمى وأجهل