فصل
ذكره بعض حنابلة
بغداد
قال:
الدليل على أن ما نتلوه ونسمعه هو حقيقة كلام الله تعالى، وليس بعبارة عنه قوله تعالى:
وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله . والذي يسمعه الخلق هو هذا الذي نتلوه دون ما ليس بصوت
[ ص: 330 ] ولا حرف، وقال تعالى:
فإنما يسرناه بلسانك . والذي يسره هو الذي نتلوه (دون ما ليس بحرف ولا صوت) وقال:
بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ . والذي في ذات الله -تعالى- ليس في اللوح المحفوظ. وقال تعالى:
فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ، وقال تعالى:
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ، وقال تعالى:
واتل ما أوحي إليك ، وقال -تعالى- إخبارا عن
قريش :
إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر فتوعدهم بالنار على قولهم:
إن هذا إلا قول البشر ، وإنما سمعته
قريش من النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلولا أن ما تلاه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو كلام الله على الحقيقة، لم يتوعدهم على قولهم ذلك بالنار، فلما توعدهم دل على أن ذلك حقيقة كلام الله تعالى. وقال:
يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ، فأثبت أن كلامه -تعالى- مسموع، وأنهم قد عقلوه وحرفوه، وما هو قائم بالذات لا يعقل .