صفحة جزء
فصل

في أن القرآن المكتوب في المصاحف هو حقيقة كلام الله

قال أصحاب الحديث وأهل السنة: إن القرآن المكتوب الموجود في المصاحف، والمحفوظ الموجود في القلوب هو حقيقة كلام الله -عز وجل- بخلاف ما زعم قوم أنه عبارة عن حقيقة الكلام القائم بذات الله -عز وجل- ودلالة عليه، والذي هو في المصحف محدث وحروف مخلوقة.

ومذهب علماء السنة وفقهائهم أنه الذي تكلم الله به، وسمعه جبريل من الله، وأدى جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتحدى به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعله الله -عز وجل- دلالة على صدق نبوته ومعجزة، وأدى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الصحابة -رضوان الله عليهم- حسب ما سمعه من جبريل -عليه السلام-، ونقله السلف إلى الخلف قرنا بعد قرن، والدليل على أن القرآن موجود في المصاحف نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 369 ] أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن ينالوه، فلو كان ما في المصحف هو الزاج والكاغد فحسب، لم ينه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسافر به إلى أرض العدو، لأن الزاج والكاغد لا حرمة له، فيتحرز من أن يناله العدو، فعلم أن في المصحف شيئا موجودا زائدا على الزاج والكاغد له حرمة فنهى عن المسافرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية