صفحة جزء
فصل في الرد على من أنكر من صفات الله -عز وجل- الضحك والعجب والفرح

265 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الوهاب ، أنا أبو الحسن بن عبد كويه ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا علي بن عبد العزيز ، نا حجاج بن المنهال ، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت بن أنس ، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " آخر من [ ص: 430 ] [ ص: 431 ] يدخل الجنة (رجل) يمشي على الصراط، وهو يمشي مرة ويكبو مرة، وتسفعه النار، فإذا جاوزها التفت إليها فقال: تبارك الذي نجاني منك، أعطاني الله (شيئا) ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، وترفع له شجرة فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة، فأستظل بظلها، وأشرب من مائها فيقول الله -عز وجل-: يا ابن آدم (لعلي) إن أعطيتكها تسألني غيرها، فيدنيه الله -عز وجل- منها، وإنه ليعلم أنه سيفعل فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة أخرى (هي) أحسن من الأولى، فيقول: يا رب أدنني منها فأستظل بظلها وأشرب من مائها، ولا أسألك غيرها، وربه يعلم أنه سيفعل، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيقول الله -عز وجل-: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: بلى يا رب، ولكن هذه لا أسألك غيرها، والله -عز وجل- يعلم أنه سيفعل؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيقول الله -عز وجل-: لعلي إن أدنيتك منها سألتني غيرها، فيعاهده أن لا يفعل فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول: يا رب أدنني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله -عز وجل-: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسأل غيرها؟ فيقول: هذه لا أسألك غيرها، فيقول: فلعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يفعل وربه -عز وجل- يعلم أنه سيفعل، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها فيقول: [ ص: 432 ] يا ابن آدم أترضى أن أعطيك الدنيا ومثلها معها، فيقول: أتستهزئ بي وأنت رب العالمين، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ألا تسألوني مم ضحكت؟ قالوا: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين -عز وجل- حيث قال: أتستهزئ بي وأنت رب العالمين، فيقول: إني لا أستهزئ بك، ولكني على ما أشاء قدير " .

التالي السابق


الخدمات العلمية