صفحة جزء
131 - قال: وأخبرنا هبة الله ، أنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا أحمد بن عيسى بن السكين ، نا إسحاق بن رزيق ، نا الجدي هو عبد الملك بن إبراهيم أنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، وحصين بن عبد الرحمن ، عن سالم بن أبي الجعد عن جابر - رضي الله عنه - قال: أصابنا عطش، [ ص: 177 ] فجهشنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا بتور فيه ماء، فوضع كفه فيه فقال: خذوا باسم الله .

قال عمرو بن عمرة في حديثه حتى توضأنا وشربنا.

وقال حصين: حتى وسعنا وكفانا. قلنا: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، وكنا ألفا وخمسمائة.

حديث أنس مخرج في الكتابين، وحديث جابر مخرج في كتاب البخاري ، والتور: شبه الطست، وجهش إليه: إذا فرغ إليه كالمتهيئ للبكاء. حديث الخبز القليل شبع منه الخلق الكثير.

132 - أخبرنا أحمد بن علي ، أنا هبة الله ، أنا جعفر بن عبد الله أنا محمد بن هارون الروياني ، نا محمد بن إسحاق ، نا عبد الله بن يوسف ، نا مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنه سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعيفا أعرف فيه الجوع، [ ص: 178 ] فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذهبت به فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أأرسلك أبو طلحة؟ قال: قلت: نعم، قال: بطعام، فقلت: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن معه: قوموا. قال: فانطلق، وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله بالناس، وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم. قالت: الله ورسوله أعلم. قال: فانطلق أبو طلحة حتى يلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو طلحة معه حتى دخلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هلمي يا أم سليم ما عندك؟ فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله ففت، وعصرت أم سليم - يعني عكة لها - ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ما شاء أن يقول، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم أذن لعشرة، فأكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا .

مخرج في كتاب البخاري ، وقوله: دسته: أي أخفته. وقوله: ردتني، أي: جعلته ردائي قال الشاعر: [ ص: 179 ]

... وإن رديت بردا



أي: ألبست. قال أهل اللغة: في قوله: وقد خاب من دساها أي: أخفاها وأحملها بمعصية الله عز وجل.

حديث تسبيح الحصا في يده.

133 - أخبرنا أحمد بن علي ، أنا هبة الله بن الحسين ، أنا القاسم بن جعفر ، أنا علي بن إسحاق ، نا علي بن حرب ، نا قريش بن أنس ، نا صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن سويد بن يزيد السلمي ، قال: مررت بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أبو ذر فسلمت، وجلست إليه، فذكر عثمان فقال: لا أقول أبدا إلا خيرا، ثلاث مرات، لشيء رأيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خلوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأتعلم منه فمر بي فاتبعته حتى انتهى إلى موضع قد سماه فجلس فقال: يا أبا ذر ما جاء بك؟ قلت: الله ورسوله، إذ جاء أبو بكر فسلم، وجلس [ ص: 180 ] عن يمين أبي بكر ، إذ جاء عثمان - رضي الله عنه - فسلم، وجلس عن يمين عمر فتناول النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع أو تسع حصيات، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في يد أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن.

التالي السابق


الخدمات العلمية