صفحة جزء
فصل

قال أهل السنة: الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم عز وجل قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة

قال أهل اللغة: النظر إذا قرن بالوجه، وعدي بحرف الجر اقتضى نظر العين، قال الشاعر:


(انظر إلي بوجه لا خفاء به أريك تاجا على سادات عدنان)

223 - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " أسألك لذة النظر إلى وجهك ". والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يسأل سؤالا يستحيل، لأن الله تعالى لا يبعث نبيا إلا هو عالم بما يجري عليه.

واحتج المعتزلة بقوله تعالى: لا تدركه الأبصار وقوله: [ ص: 251 ] لن تراني . وليس لهم في ذلك حجة لأن معنى لا تدركه الأبصار: تراه ولا تحيط به وهو يدرك الأبصار، أي يراها، ويحيط بها هكذا قاله جماعة من السلف.

وقال بعض العلماء: نفي الإدراك لا يكون إلا عن رؤية يقال: لم يدرك فلان العلم، أي نال منه ولم ينل جميعه.

وقوله: لن تراني يعني في الدنيا فإن قيل: لن لنفي الأبد فالجواب: أن لن ليست لنفي الأبد، والدليل عليه قوله تعالى: ولن يتمنوه أبدا . ومعلوم أنهم إذا حصلوا في النار تمنوا الموت. والدليل على من قال: إن الكفار لا يرون ربهم عز وجل: قوله تعالى: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون .

[ ص: 252 ] ولأنهم لو رأوه لساووا المؤمنين في منزلتهم. وقد قال الله عز وجل: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون .

التالي السابق


الخدمات العلمية