فصل
قال بعض علماء أهل السنة: نحن لا نرى
الكلام، والخوض في الدين والمراء والخصومات، فمهما وقع الخلاف في مسألة رجعنا إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وإلى قول الأئمة، فإن لم نجد ذلك في كتاب الله، ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقله الصحابة، والتابعون سكتنا عن ذلك ووكلنا علمه إلى الله تعالى، لأن الله تعالى أمرنا بذلك فقال عز من قائل:
فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول
قال أهل التفسير: إلى الله: إلى كتابه، وإلى الرسول: إلى سنته، وما قاله اللفظية فليس في كتاب الله عز وجل، ولا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما قاله أحد من الصحابة والتابعين. وأول من تكلم به
الحسين [ ص: 453 ] الكرابيسي فأنكر عليه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قوله أشد الإنكار ونهى عن مجالسته، فمات مهجورا فلم ينتفع بعلمه.
ومن الدليل على بطلان قولهم من كتاب الله عز وجل قوله تعالى:
وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ، ولن يسمع كلام الله إلا بتلاوة التالي، وهل هو إلا كلام الله .
وقال عز وجل:
وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فقد علم أن هؤلاء النفر من الجن إنما سمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا:
إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ، فآمنت طائفة من أهل الإسلام أن يقولوا: قرآن. إن هذا للعجب العجيب.
وأما بيان ذلك من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود السجستاني.