صفحة جزء
فصل

492 - أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا أبو الحسن بن عبد كوية ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة ، حدثنا علي بن قرة بن حبيب القناد ، حدثنا أبي، حدثنا أبو [ ص: 471 ] كعب صاحب الحرير قال: سألت النضر بن أنس قلت: حدثني بحديث ينفعني الله به، قال: نعم، أحدثك بحديث كتب إلينا من المدينة قال أنس - رضي الله عنه -: احفظوا هذا فإنه من كنوز الحديث، قال: غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسار ذلك اليوم إلى الليل فلما كان الليل نزل وعسكر الناس، ونام هو وأبو طلحة زوج أم أنس وفلان وفلان، أربعة، فتوسد النبي - صلى الله عليه وسلم - يد راحلته ثم نام، ونام الأربعة إلى جنبه، فلما ذهب عتمة من الليل رفعوا رؤوسهم فلم يجدوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عند راحلته فذهبوا يلتمسون النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقوه مقبلا. فقالوا: جعلنا الله فداك، أين كنت؟ فزعنا لك لم نرك؟ قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "كنت نائما حيث وأنتم فسمعت في نومتي دويا كدوي الرحا، أو هزيزا كهزيز الرحا، ففزعت في منامي فوثبت فمضيت حتى استقبلني جبريل - عليه السلام - فقال: يا محمد إن الله عز وجل بعثني إليك الساعة لأخيرك فاختر: إما أن يدخل نصف أمتك الجنة، وإما الشفاعة يوم القيامة فاخترت الشفاعة لأمتي. فقال النفر الأربعة: يا نبي الله اجعلنا ممن تشفع لهم؟ فقال: وجبت لكم"، ثم أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - والأربعة حتى استقبله عشرة فقالوا: أين كان نبينا نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - قال: فحدثهم بالذي حدث القوم. فقالوا: جعلنا الله فداك اجعلنا ممن تشفع لهم يوم القيامة؟ قال: "وجبت لكم" قالوا فجاءوا جميعا إلى عظم الناس فنادوا في الناس: أين نبينا نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - فحدثهم بالذي حدث القوم فنادوا بأجمعهم، أي جعلنا الله فداك اجعلنا ممن تشفع [ ص: 472 ] لهم يوم القيامة، ثم نادى ثلاثا: "إني أشهد الله، وأشهد من سمع أن شفاعتي لمن يموت لا يشرك بالله شيئا"، قالها ثلاثا.

التالي السابق


الخدمات العلمية