صفحة جزء
باب الإخلاص قال الله تعالى : ألا لله الدين الخالص

أخبرنا علي بن أحمد الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن عبيد البصري قال : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا أبو طالوت قال : حدثني هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة العقيلي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال حدثني عطية بن وشاح عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله تعالى ، ومناصحة ولاة الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين

قال الأستاذ : الإخلاص إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه دون شيء آخر من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو محبة مدح من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى ويصح أن يقال الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ويصح أن يقال الإخلاص التوقي عن ملاحظة الأشخاص وقد ورد خبر مسند أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم أخبر عن جبريل عليه السلام عن الله سبحانه وتعالى أنه قال : الإخلاص سر من سري استودعته قلب من أحببته من عبادي ،

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول ، وقد سألته عن الإخلاص ما هو فقال سمعت علي بن سعيد وأحمد بن محمد بن زكريا وقد سألتهما عن الإخلاص قالا : سمعنا علي بن إبراهيم الشقيقي وقد سألناه عن الإخلاص فقال سمعت وسألته محمد بن جعفر الخصاف عن الإخلاص فقال : سألت أحمد بن بشار عن الإخلاص ما هو ؟ قال : [ ص: 360 ]

سألت أبا يعقوب الشريطي عن الإخلاص ما هو قال سألت أحمد بن غسان عن الإخلاص ما هو ؟ قال : سألت عبد الواحد بن زيد عن الإخلاص ما هو ؟ قال : سألت الحسن عن الإخلاص ما هو ؟ قال : سألت حذيفة عن الإخلاص ما هو ؟ قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الإخلاص ما هو ؟ قال سألت جبريل عليه السلام عن الإخلاص ما هو قال : سألت رب العزة عن الإخلاص ما هو ؟ قال : سر من سري استودعته قلب من أحببته من عبادي

سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول : الإخلاص التوقي عن ملاحظة الخلق والصدق : التنقي من مطالعة النفس فالمخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب له ، وقال ذو النون المصري : الإخلاص لا يتم إلا بالصدق فيه والصبر عليه والصدق لا يتم إلا بالإخلاص فيه والمداومة عليه ،

وقال أبو يعقوب السوسي ،

متى شهدوا في إخلاصهم الإخلاص احتاج إخلاصهم إلى إخلاص وقال ذو النون : ثلاث من علامات الإخلاص استواء المدح والذم من العامة ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال ونسيان اقتضاء ثواب العمل في الآخرة سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا عثمان المغربي يقول الإخلاص ما لا يكون للنفس فيه حظ بحال وهذا إخلاص العوام ، وأما إخلاص الخواص فهو ما يجرى عليهم لا بهم فتبدو منهم الطاعات وهم عنها بمعزلة ولا يقع لهم عليها رؤية ولا بها اعتداء فذلك إخلاص الخواص وقال أبو بكر الدقاق نقصان كل مخلص في إخلاصه رؤية إخلاصه فإذا أراد الله تعالى أن يخلص إخلاصه أسقط عن إخلاصه رؤيته لإخلاصه فيكون مخلصا لا مخلصا [ ص: 361 ] وقال سهل : لا يعرف الرياء إلا مخلص ،

سمعت أبا حاتم السجستاني يقول : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت الوجيهي يقول : سمعت أبا علي الروذباري يقول : قال لي رويم : قال أبو سعيد الخراز : رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين وقال ذو النون : الإخلاص : ما حفظ من العدو أن يفسده ،

وقال أبو عثمان : الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخلق وقال حذيفة المرعشي : الإخلاص أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن ،

وقيل : الإخلاص ما أريد به الحق سبحانه وقصد به الصدق ،

وقيل : الإغماض عن رؤية الأعمال ،

سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت أبا الحسين الفارسي يقول : سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت علي بن عبد الحميد يقول : سمعت السري يقول : من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله تعالى ،

وسمعته يقول : سمعت علي بن بندار الصوفي يقول : سمعت عبد الله بن محمود يقول : سمعت محمد بن عبد ربه يقول : سمعت الفضيل يقول : ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما وقال الجنيد : الإخلاص سر بين الله وبين العبد لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله ،

وقال رويم الإخلاص من العمل هو الذي لا يريد صاحبه عليه عوضا من الدارين ولا حظا من الملكين وقيل : لسهل بن عبد الله أي شيء أشد على النفس فقال : الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ،

وسئل بعضهم عن الإخلاص فقال : أن لا تشهد على عملك غير الله عز وجل ، [ ص: 362 ]

وقال بعضهم دخلت على سهل بن عبد الله يوم جمعة قبل الصلاة فرأيت في البيت حية فجعلت أقدم رجلا : وأؤخر أخرى فقال : ادخل لا يبلغ أحد حقيقة الإيمان وعلى وجه الأرض شيء يخافه ثم قال هل لك في صلاة الجمعة فقلت : بيننا وبين المسجد مسيرة يوم وليلة فأخذ بيدي فما كان إلا قليل حتى رأيت المسجد فدخلناه وصلينا الجمعة ثم خرجنا فوقف ينظر إلى الناس وهم يخرجون فقال : أهل لا إله إلا الله كثير والمخلصون منهم قليل أخبرنا حمزة بن يوسف الجرجاني قال : حدثنا محمد بن محمد بن عبد الرحيم قال : حدثنا أبو طالب محمد بن زكريا المقدسي قال : حدثنا أبو قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني قال : حدثنا زكريا بن نافع قال : حدثنا محمد بن يزيد القراطيسي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن مكحول ، قال ما أخلص عبد قط أربعين يوما إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ،

سمعت الشيخ أبا يوسف بن الحسين يقول : أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت على لون آخر وسمعته يقول : سمعت النصراباذي يقول : سمعت أبا الجهم يقول : سمعت ابن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان يقول : إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء ، [ ص: 363 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية