صفحة جزء
ومنهم أبو السري منصور بن عمار من أهل مرو من قرية يقال لها يرانقان وقيل: إنه من بوشنج ، أقام بالبصرة وكان من الواعظين الأكابر.

وقال منصور بن عمار من جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته في دينه.

وقال منصور بن عمار : أحسن لباس العبد التواضع والانكسار ، وأحسن لباس العارفين التقوى ، قال الله تعالى: ولباس التقوى ذلك خير ، وقيل إن سبب توبته أنه وجد في الطريق رقعة مكتوبا عليها بسم الله الرحمن الرحيم فرفعها فلم يجد لها موضعا فأكلها، فرأى في المنام كأن قائلا قال له: فتح الله عليك باب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي رحمه الله يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا العباس القاص يقول: سمعت أبا الحسن الشعراني يقول: رأيت منصور بن عمار في المنام فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: قال لي: أنت منصور بن عمار؟ فقلت: بلى يا رب، قال: أنت الذي كنت تزهد الناس في الدنيا وترغب فيها؟ قلت: قد كان ذلك يا رب ولكني ما اتخذت مجلسا إلا بدأت بالثناء عليك وثنيت بالصلاة على نبيك صلى الله عليه وسلم وثلثت بالنصيحة لعبادك [ ص: 75 ] ، فقال: صدق، ضعوا له كرسيا يمجدني في سمائي بين ملائكتي كما كان يمجدني في أرضي بين عبادي. [ ص: 76 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية