صفحة جزء
ومنهم أبو عثمان سعيد بن سلام المغربي أوحد عصره ، لم يوصف مثله قبله، صحب ابن الكاتب وحبيبا المغربي وأبا عمرو الزجاجي ، ولقي النهرجوري وابن الصائغ وغيرهم.

مات بنيسابور سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وأوصى بأن يصلي عليه الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله تعالى.

سمعت الأستاذ أبا بكر بن فورك يقول: كنت عند أبي عثمان المغربي حين قرب أجله وعلي القوال الصغير يقول شيئا، فلما تغير عليه الحال أشرنا على علي بالسكوت ، ففتح الشيخ أبو عثمان عينيه، وقال: لم لا يقول علي شيئا؟ فقلت لبعض الحاضرين: سلوه علام يسمع المستمع فإني أحتشمه في تلك الحالة، فسألوه فقال: إنما يسمع من حيث يسمع، وكان في الرياضة كبير الشأن.

وقال أبو عثمان: التقوى هي الوقوف مع الحدود لا يقصر فيها ولا يتعداها، وقال: من آثر صحبة الأغنياء على مجالسة الفقراء ابتلاه الله بموت القلب. [ ص: 145 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية