صفحة جزء
ومنهم أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصراباذي ، شيخ خراسان في وقته ، صحب الشبلي وأبا علي الروذباري والمرتعش، جاور بمكة حرسها الله تعالى سنة ست وستين وثلاثمائة، ومات بها سنة تسع وستين وثلاثمائة، وكان عالما بالحديث ، كثير الرواية.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت النصراباذي يقول: إذا بدا لك شيء من بوادي الحق فلا تلتفت معها إلى جنة ولا إلى نار، فإذا رجعت عن تلك الحال فعظم ما عظمه الله.

وسمعت محمد بن الحسين يقول: قيل للنصراباذي: إن بعض الناس يجالس النسوان يقول: أنا معصوم في رؤيتهن فقال: ما دامت الأشباح باقية فإن الأمر والنهي باق، والتحليل والتحريم مخاطب به ، ولن يجترئ على الشبهات إلا من تعرض للمحرمات.

سمعت محمد بن الحسين يقول: قال النصراباذي: أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمات المشايخ ورؤية أعذار الخلق ، والمداومة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص والتأويلات. [ ص: 146 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية