صفحة جزء
الحديث الثالث والثلاثون:

باب: كمه .

حدثنا عاصم بن علي، حدثنا أبو شهاب، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: "ملعون من كمه أعمى" .

حدثنا محمد بن سهل، حدثنا المقرئ، عن حيوة، حدثنا سليمان بن كيسان، عن رجل، سئل ابن عباس عن العزل، فرفع كميه وله وفرة .

حدثنا مسدد، حدثنا خالد بن عبد الله، حدثنا مسلم الأعور، عن أنس، كان لرسول الله صلى الله عليه قميص قطن قصير الكمين .

حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، [ ص: 482 ] أن رسول الله صلى الله عليه سئل عن الثمار تؤخذ من أكمامها، قال: "ما أكل بفيه فلا بأس به" .

حدثنا موسى، حدثنا عبد الواحد أبو مالك، حدثنا المغيرة بن عيينة، حدثني مكاتب، لنا عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه قال: "أنا وأمتي، على كوم مشرفين على الخلائق" .

حدثنا يحيى، حدثنا المبارك، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه: "أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان، فيأتي بناقيين كوماوين؟" .

حدثنا ابن نمير، حدثنا عقبة، عن خالد، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه: "إذا فرشتم فأكيموا عن الباب شيئا" .

حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه [ ص: 483 ] : "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين" قوله: "من كمه أعمى" أي عمى عليه الطريق ولم يوقفه عليه، والكمه: العمى إلا أنهم اختلفوا كيف هو؟ فحدثنا يوسف بن حماد، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة: الأكمه: الذي يولد مطموس العين أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الأكمه: الذي يولد أعمى حدثنا محمد بن علي، عن ابن أبي معاذ، عن عبيد، عن الضحاك: الأكمه: الأعمى أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: كمه يكمه كمها إذا عمي حدثنا أبو بكر، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: الأكمه: الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل [ ص: 484 ] حدثنا محمد بن سهل، حدثنا حفص، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة: الأكمه: الأعمش وقال الشاعر:


كمهت عيناه لما ابيضتا فهو يلحى نفسه لما نزع



قوله: فإذا عليه كمة، وهي القلنسوة، لغة بصرية قوله: قصير الكمين، معروف هو ما ألبس اليد من القميص قوله: ما أخذ من أكمامه، الكم: الطلع المعنى فكأنه أخذه من نخله، من الموضع الذي كان في كم طلعه ولم يقطع منه بعد قوله: "على كوم" هو الشيء المرتفع كالأكمة أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي قال: " الأكمة: المكان الذي هو أشد ارتفاعا مما حوله لا يبلغ أن يكون حجارة قوله: "فيأتي بكوماوين" قال ابن الأعرابي: الكوماء: الناقة وبعير أكوم، وسنام أكوم قال لنا أبو نصر: ناقة كوماء: عظيمة السنام والجميع كوم [ ص: 485 ] أخبرنا عمرو، عن أبيه: كوم: عظام الأسنمة، وأنشدنا:


أعداء كوم الذرى ترغو أجنتها     عند المجازر بين الحي والحجر



مدح قوما، فقال: هم أعداء كوم الذرى: نوق عظام الأسنمة لنحرهم إياها لأضيافهم ترغو: تصيح أجنتها: أولادها إذا نحرت أمهاتها وأنشدنا أبو نصر:


الحمد لله الوهوب المجزل     أعطى فلم يبخل ولم يبخل



كوم الذرا من خول المخول المجزل: المعظم الهبة يعطي الجزل: الشيء العظيم كوم الذرا: ضخام الأسنمة والجزل: العطاء والخول: العطاء والمخول: الله تعالى. قوله: "أكيموا عن الباب" لم أسمع فيه شيئا، وأظنه: نحوا فرشكم عن أبواب البيوت. قوله: "الكمأة من المن" هي معروفة نبت كالفطر، لا ورق له [ ص: 486 ] وقال الأصمعي: كممت الشيء: طينته وسددته أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الكمي: الشجاع الذي يكتم شجاعته: يكميها قال أبو عمرو: أكمى على ما في نفسه فهو مكم إذا سكت عليه وقال الأكوعي: كم كبشك، وهو أن يربط في خصييه خيطا، وطرفه في مباله لئلا ينزو وكمهته: توهته، لا يدري أين يأخذ تكميها، وتكمهنا الليلة: أضللنا والأكمه: الأعمى، ويقال لذاهب العقل: إنه لأكمه وقال التميمي: " المكمخ: العظيم في نفسه " وسمعت أبا نصر يقول: كمخ: شمخ بأنفه كبرا وأنشدنا:

[ ص: 487 ]

إذا ازدهاهم يوم هيجا أكمخوا     أشم بذاخ نمتني البذخ

.

[ ص: 488 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية