صفحة جزء
الحديث الرابع والثلاثون:

باب: هجن .

حدثنا أبو الوليد، حدثنا زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه قال: "الدجال هجان أقمر" .

حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو، أن بكيرا، أخبره، أن سليمان بن يسار أخبره، أن مالك بن عوف كلم في سهمان الهجين، فقال: لا أسهم إلا لعربي .

حدثنا عاصم بن علي، حدثنا عبيد الله بن إياد، سمعت إيادا، يحدث عن قيس بن النعمان: أن النبي صلى الله عليه وأبا بكر مرا بعبد يرعى، فاستسقياه، فقال: "ههنا عناق حملت أول الشتاء ما لها لبن، وقد اهتجنت" .

[ ص: 498 ] قوله: هجان، أي: أبيض، والهجان: الإبل البيض أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: ناقة هجان، وبعير هجان الذكر والأنثى سواء ومثله الأدم، وهو أشد بياضا إلا أنه أسود الحماليق والأشفار أخبرنا عمرو عن أبيه: الهجائن من الإبل: التلاد، ليست بطرف والمهجنة: التي لم يضرب فيها إلا عرق واحد من أي لون كان قال أبو زيد: الهجان من الإبل: البيض خالصة اللون من نوق هجان، وهجن وأنشدنا أبو نصر:


زعمت غنية أن أكثر لمتي شيب وهان بذاك ما لم يزدد     لما رأت غربا هجائن وسطها
مرحت وجالت في الضراخ الأبعد

.

[ ص: 499 ] قوله: "غربا" بيضا، الواحدة غربة، قياس لا سماع، وغربا أقوى، ومنه استغرب في الضحك وقوله: جالت، نفرت: تباعدت والضراح: التباعد، اضرحه عنك: ادفعه قوله: سهمان الهجين قال أبو زيد: الهجين ابن العربي وأمه أمة هجين: بين الهجنة، من قوم هجن وهجناء ومهاجنة قال: حسان:


مهاجنة إذا نسبوا عبيد     عضاريط مغالثة الزناد



وامرأة هجينة، من نسوة هجن وهجائن وهجان لم تعرق فيها الإماء، وكذلك الهجين من الدواب: الذي أبوه فرس، وأمه برذونة، فإذا نزا الهجين، فابنه المقرف وقال الأموي: الهجين أمه أمة، وإن ولدته أمتان فهو المكركس قوله: اهتجنت أخبرنا عمرو، عن أبيه: الهاجن من الإبل، يقال: هجنت، وأهجن فلان بكرات له إذا لقحن، وهن بنات لبون، والهاجن: العناق يحمل عليها قبل وقت السفاد أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إذا حملت النخلة وهي صغيرة قيل في .

[ ص: 500 ] نخله من المهتجنات كذا وكذا والهاجن من الإبل: التي تلقح فتية بنت مخاض أو بنت لبون، ومنه اهتجنت الجارية التي زوجت صغيرة، وأنشدنا:


وليست بأدنى غير أنس حديثها     إلى القوم من مصطاف عصماء هاجن



وصف امرأة كلمته، فقال: هي عفيفة ليس لك منها إلا أنس حديثها، فإن طلبت الريبة فهي أبعد منك من مصطاف: حيث تصيف العصماء وهي الأروية وهي شاة برية، وإنما تصيف في أعلى الجبل، والذكر منها يدعى الوعل، والعصماء في بدنها بياض وهاجن: نزي عليها قبل أن تدرك يقال: اهتجن الرجل الجارية: وطئها قبل أن تدرك، وأرض هجان: لينة التراب إلى البياض قال:


بأرض هجان الترب وسمية الثرى     عذاة نأت عنها المؤوجة والبحر

.

[ ص: 501 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية