صفحة جزء
باب: عش .

قوله: "تعشيش العنكبوت" : أي تتخذ عشا لطول مقامها، والعش: مكان يتخذه الطائر لبيضه ومستقر كل شيء عشه، قال:


إنما المرء رهن موت سواء حتف أنفيه أو لعلق طحون     فإذا أخطأته تانك أمسى
مثل عش الغراب طوع القرين



وقال أبو زيد: وكر: عش إذا طار فرخه، قال:


فأصبحت كالوكر الذي طار فرخه     فعش وولى فرخه فترفعا



قوله: "عش من أعاليه"، أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: أي: صغر رأسه وقل سعفه، نخلة عشة، ونخلات عشاش أخبرني عمرو، عن أبيه: العشة: الدقيقة وأنشدنا:


فما شجرات عيصك في قريش     بعشات الفروع ولا ضواحي

.

[ ص: 574 ] وقال آخر:


لعمرك ما ليلى بورهاء عنفش     ولا عشة خلخالها يتقعقع



وقال العجاج:


أمر منها قصبا خدلجا     لا قفرا عشا ولا مهيجا



وصف امرأة فقال: أمر منها: فتل منها، قصبا: كل عظم فيه مخ خدلج: حسن ممتلئ لا قفر: لا لحم عليه والعش: الدقيق الصغير والمهيج: المورم قوله: "عش ولا تغتر" : مثل، يقول: عش إبلك، لا تؤخر .

[ ص: 575 ] ذلك طلب خير منه، فكأنه يقول: اعمل ولا تترك العمل وتأيس من الرحمة وعشيت الإبل إذا رعيتها الليل كله، والجمع عواش، ولا يكون إلا باليل وقال أبو زيد: العاشية: الإبل التي ترعى وسائر الإبل هادية، فإذا رأتها الإبل قد توجهت نحو الراعي اتبعتها واقتدين بها قال:


ترى المصك تطرد الحواشيا     جلتها والأخر العواشيا



وأنشدنا أبو نصر:


عشي ربيع واقصري فيمن قصر     وابكي على ملكك إذ أمسى انقعر



يقول: عشي يا ربيعة واتركي الحرب أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: العشى أن لا، يبصر إذا أظلم، عشي يعشى عشى رجل أعشى وامرأة عشواء ويقال للرجل إذا نظر بغير ثبت: عشا يعشو عشوا قال ابن أحمر: .

[ ص: 576 ]

عشواء رعبلة الرواح خجو     جاة الغدو رواحها شهر



وصف ريحا فقال: عشواء: لا تبالي كيف هبت رعبلة: لها رعابل من التراب تجرها وامرأة رعبلة تجر ثوبها وخجوجاة: بعيدة المسلك، بين غدوها ورواحها شهر قال أبو زيد: عشي الرجل يعشى عشا، مقصور، إذا لم يبصر بالليل وهو أعشى وعشي على خصمه إذا هو ظلمه، وعشا إلى النار يعشو عشوا: إذا أبصر ضوءها فأتانا بالليل، ويقال: ابغونا عشوة أي نارا نستضيء بها قال امرؤ القيس:


لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره     طريف بن مال ليلة القر والخصر



وقال:


متى تأته تعشو إلى ضوء ناره     تجد خير نار عندها خير موقد



وإنما سمي ميمون بن قيس بن جندل، أحد بني بكر بن وائل، الأعشى لفساد في عينه وصف فقال:

[ ص: 577 ]

صدت هريرة عنا ما تكلمنا     جهلا بأم خليد حبل من تصل
من أن رأت رجلا أعشى أضر به     ريب المنون ودهر خائن خبل



قوله: "إذا حضر العشاء" : هو الطعام بالعشي، وكذلك الغداء، الطعام بالغداة فإن كان ذلك لبنا فهو بالعشي الغبوق، وبالغداة الصبوح، وبنصف النهار القيل، وبالسحر الجاشرية وقال الحطيئة:


وآنيت العشاء إلى سهيل     أو الشعرى فطال بي الأناء



قوله: "إحدى صلاتي العشي" : آخر النهار قال الله تعالى: إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ، وقال: فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ، [ ص: 578 ] وأنشدنا أبو نصر:


حتى إذا ما قصر العشي     عنه وقد قابله حوشي



قوله: "يؤخر العشاء"، والعشاء: الصلاة التي بعد المغرب، تدعى العتمة قال الراجز:


إذا الثريا طلعت عشيا     فبع لراعي غنم كسيا



قوله: "ما كان النبي صلى الله عليه يلقى من شدة العيش"، العيش والمعيشة الحياة، والرجل يعيش بالمعروف أي يعطى قليلا قال رؤبة:

حجاج ما سجلك بالمعشوش وقال:

يسقين لا عشا ولا مصردا [ ص: 579 ] وأعششت بالقوم: أعجلتهم قال:


ولو تركت نامت ولكن أعشها     أذى من قلاص كالحني المعطف

.

[ ص: 580 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية