صفحة جزء
الحديث الخمسون .

باب: شوى .

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس: " أنه رأى رسول الله صلى الله عليه: أكل ذراعا مشوية، ثم صلى، ولم يتوضأ " .

حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب: عن علي بن رباح، عن أبي قتادة: " أن رسول الله صلى الله عليه قال: "خير الخيل الأدهم الأقرح المحجل ثلاثا طلق اليد اليمنى فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية" .

حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا ابن فضيل، عن عمر بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، يعلى بن مرة [ ص: 617 ] : " كنا مع النبي صلى الله عليه فقال: انظر شيئا أستتر به، فذهبت فلم أر شيئا إلا أشاءتين متفرقتين، فقال: مرهما فليجتمعا " .

حدثنا اليمامي، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن المصري: "أن عبد المطلب، ضرب بالقداح على ابنه عبد الله أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى" .

حدثنا عبيد الله، حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: "ما أصاب الصائم شوى ما اجتنب الغيبة والكذب" .

حدثنا أبو بكر، حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شريك، عن الأعمش، عن مجاهد: " نزاعة للشوى قال: للأطراف " .

حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو نعيم، عن ابن الغسيل، عن هارون بن [ ص: 618 ] عبد الله الحضرمي، عن عفيف بن معدي كرب: "خرجنا نشي بسعد إلى عمر" .

حدثنا داود بن عمرو، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة: " قال عبد الله بن صفوان لابن عباس: كيف كانت إمارة الأحلاف فيكم، يعني إمارة عمر، قال: "التي قبلها خير منها، أو سنة عمر تريد أنت وصاحبك ابن الزبير؟ تركتما والله سنة عمر شأوا مغربا" قوله: "أكل ذراعا مشوية" يقال: شويت اللحم وانشوى اللحم والاسم الشواء ممدود أنشدنا أبو نصر، عن الأصمعي:


قال لها وقوله موعي أن الشواء خيره الطري



[ ص: 619 ] وصف كلابا قال لها الصائد، وقوله: موعي: محفوظ قوله: "فكميت على هذه الشية" وهي سواد في لون أبيض، أو بياض في لون أسود .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، عن محمد بن يزيد، عن جويبر، عن الضحاك: لا شية فيها : لونها واحد " .

أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: " لا شية فيها : أي لون سوى لون جلدها " .

أخبرنا سلمة، عن الفراء: " لا شية فيها : ليس فيها لون غير الصفرة " قوله: "فلم أر إلا أشاءتين" أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: الأشاءة: شجرة أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الأشاءة: النخلة الصغيرة وأنشدنا:


قد أفناهم القتل بعد الوفاة     هذ الأشاءة بالمخلب



يعني المنجل فهذا يصدق قول الأصمعي وأبي عمرو وقال طفيل:


وأذنابها وحف كأن ذيولها     مجر أساء من سميحة مرطب

.

[ ص: 620 ] قد صار فيه رطب، وصف خيلا آذانها كثرة الوبر والأشاء: النخل وسميحة: بئر بالمدينة يقول: ذيول ذنبها كالسعف، وهذا حجة لأبي عمرو وأنشدنا أبو نصر:


لاث به الأشاء والعبري     لاث أراد لائثا ملتفا،



والعبري من السدر: ما كان على شط الأنهار حدثنا عمرو، عن أبيه، عن الطائي: إذا تشعبت النخلة فهي شيشاة وأشاءة فلا تزال شيشاة حتى تعلم أذكر أم أنثى وقال أبو زيد: الأشاءة: الفسيلة، وقيل: هو الرديء منه أخبرنا عمرو، عن أبيه: الواشية: الكثيرة الولد لكل ما يلد يقول من الغنم وغيره، والرجل واش والوشاء: الكثرة، وقد وشى بنو فلان: كثروا " .

[ ص: 621 ] وقال الأحمر: " الشواية: الشيء الصغير، وشواية الخبز: القرص والشيان: دم الأخوين قرئ على أبي نصر، عن الأصمعي: الشواة والشرط الرديء من المال قال:


أكلنا الشوى حتى إذا ذهب الشوى     أشرنا إلى خيراتها بالأصابع



قوله: "إذا أخطأه" أي لم يقع عليه، فقد أسوى لم يصب المقتل. رميته فأشويته إذا لم تصب المقتل أخبرنا عمرو، عن أبيه: أشوى: أصاب غير المقتل، ومثله: "كل ما أصاب الصائم شوى" أي خطأ لم يصب مقتله أخبرنا سلمة، عن الفراء: ما كان غير مقتل فهو شوكى وأنشدنا عمرو:


أرمي النحور فأشويها وتثلمني     ثلم الإناء ثم أغدو غير منتصر

.

[ ص: 622 ] أرمي النحور: الأهلة فأشويها: أصيب شواها غير المقتل وثلمني: تنقصني ولا أنتصر من الدهر وقال آخر:


سيشوي الفتى بعض أوجاله     ويفجعه بعض ما قد أمن



قوله تعالى: نزاعة للشوى اختلف المفسرون فيه .

حدثنا ابن نمير، عن أبي معاوية، عن إسماعيل، عن أبي صالح: نزاعة للشوى الأطراف اليدين والرجلين " وهو قول مجاهد، وعطية، وعكرمة أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: الشوى: الأطراف أخبرنا سلمة، عن الفراء: الشوى: اليدان والرجلان أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الشوى واحدتها شواة، وهي اليدان والرجلان وشوى الفرس: قوائمه قال امرؤ القيس:

[ ص: 623 ]

سليم الشظى عبل الشوى أشنج النسا     له حجبات مشرفات على الفأل



الشظى: عظيم لاصق بالذراع، فإذا تحرك شظي عبل: غليظ الشوى: القوائم النسا: عرق مستبطن الفخذين على الفال: يعني الظهر سمعت فيه بوجه ثان يقرب من هذا حدثني إبراهيم بن محمد، عن عفان، عن أبي كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس: "الشوى أم الرأس" .

حدثني إبراهيم بن محمد، عن ابن مهدي، عن قرة، سمعت الحسن: " للشوى : الهام " وسمعت فيه، بوجه ثالث ، .

حدثنا أبو بكر، عن ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد: للشوى : "العصب والعقب" وقال مجاهد: جلود الناس .

[ ص: 624 ] وقال أبو عمران: وثابت: لمكارم الوجه وأما الشواة فجلد الرأس أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الشواة: الرأس أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الشواة والفروة: جلدة الرأس وأنشدنا:


إذا هي قامت تقشعر شواتها     ويبرق بين الليت منها إلى الصقل



وأنشدنا الأثرم عن أبي عبيدة للأعشى:


قالت قتيلة ما له     قد جللت شيبا شواته



وأنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال: له صحفت، إنما هي سراته، فسكت أبو الخطاب ثم قال: بل هو صحف قال أبو عبيدة: سمعت رجلا من أهل المدينة يقول: اقشعرت شواتي وشوى الفرس: قوائمه يقال: فرس عبل الشوى ولا يكون هذا للرأس، لأنهم وصفوا الخيل بأسالة الخدين وعتق الوجه ورقته .

[ ص: 625 ] قوله: "يشي بسعد إلى عمر" يقال: وشى فلان بفلان وشاية إذا نم عليه، وشى الكذب يشيه إذا كذبه أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: تشاءى ما بينهما يريد تباعد وشآني ذلك: سرني وأعجبني، ووشئت إلى ذلك الأمر: ألجئت إليه وأنت تشاء إليه، وشيأت الرجل على الأمر: حملته أخبرنا عمرو، عن أبيه: أهل الحجاز يقولون: الأجاءة وغيرهم يقول: الأشاءة: اضطرار يقال: ما أجاءك إلى كذا؟ أي ما اضطرك إليه وقال الأسدي:


كيما أعدهم لأبعد منهم     ولقد يجاء إلى ذوي الأحقاد



وأنشدنا للأخطل:


ستقذف وائل حولي جميعا     وأطعن إن أشئت إلى الطعان



وفي الأمثال: "أشئت عقيل إلى عقلك" أي اضطررت إليه قال:


حتى شآها كليل موهنا عمل     باتت طرابا وبات الليل لم ينم

.

[ ص: 626 ] حتى شآها: أعجبها كليل: برق موهنا: بعد نومه، عمل دائب باتت البقر طرابا له عطاشا لتأتيه تشرب من مائه، وبات البرق الليل كله لم ينم: لم يسكن أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: تميم تقول: أشأته إلى ذلك المكان: ألجأته وما أشاءك إلى هذا؟ أخبرنا سلمة، عن الفراء: قال: تميم تقول: شر ما أشاءك إلى مخة عرقوب قوله: " شأوا مغربا أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: عدا شأوا أي طلقا وبيني وبينه شأو مغرب أي طلق بعيد وأنشدنا:


لا عيب فيها إذا ما اعتر فارسها     شأو الفجاءة إلا أنها تثب



وقال:


وكلما هبطا من شأو شوطهما     من الأماكن مخلوطا به الغضب

.

[ ص: 627 ] والشأو: ما أخرج من البئر يقال: أخرج شأوا أو شأوين يعني ملء الزبيل: والمشآة: الزبيل قال الأصمعي: رجل شائه البصر وشاه أي حديد وقال الفراء: أتأرت النظر: أحددته أخبرنا عمرو، عن أبيه: يقال للماشية ما وشت عندي تشي أي ما ولدت أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الشوس: أن ينظر، بمؤخر عينيه يمينا وشمالا .

[ ص: 628 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية