صفحة جزء
الحديث الثاني .

باب: رم .

حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب، عن سعيد، عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه لبى حتى رمى جمرة العقبة" .

حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا عكرمة بن عمار، حدثنا عاصم بن شميخ، عن أبي سعيد قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه الخوارج قال: " ينظر الرامي في الفوق، فتمارى: هل رأى شيئا أم لا؟ " .

حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة، عن رجل، من بهز [ ص: 67 ] : " أن النبي صلى الله عليه مر بالروحاء، فإذا حمار وحش عقير، فجاء البهزي، فقال: رميتي، فكلوه " .

حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: "الدينار بالدينار، إني أخاف عليكم الرماء" .

حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: "أن النبي صلى الله عليه كان ينهى في الاستنجاء عن الروث والرمة" .

حدثنا أبو بكر، حدثنا حسين بن علي، عن ابن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه قال: "أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة [ ص: 68 ] علي"، قالوا: كيف تعرض عليك وقد أرمت؟ قال: "إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" .

حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن محيصة، أصبح قتيلا على باب خيبر، فغدا أخوه على النبي صلى الله عليه، فقال: "شاهداك على من قتله يدفع إليك برمته" .

حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو عمران، عن علقمة بن عبد الله: قال النعمان بن المقرن: "إني هاز الراية ثلاث هزات، فأما أول هزة، فيقضي الرجل حاجته، وأما الثانية فينظر إلى شسعه، ورم من سلاحه" .

[ ص: 69 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير، عن سفيان بن عبد الله، عن زياد بن حدير: "حملت أنا ورجل، معي على رم من الأكراد أربعمائة، فأعطوا بأيديهم" .

حدثنا داود بن رشيد، حدثنا محمد بن سعد، وحدثنا يحيى، حدثنا ابن المبارك، عن المسعودي، عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه قال: "عليكم بألبان البقر، فإنها ترتم من كل الشجر" .

حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا محمد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن حذيفة قال: "الدجال أهون علي من هذه العنز التي ترتم في ناحية المسجد" .

حدثنا الحوضي، أخبرنا همام، عن قتادة، عن زرارة، عن عمر، أن النبي صلى الله عليه صلى الظهر، فقال: "أيكم قرأ سبح" ؟ فأرم القوم قال رجل: أنا قال: "لقد علمت، لقد خالجتنيها" .

[ ص: 70 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله، وهارون بن سفيان قالا: حدثنا عبد الله بن عثمان السعدي، حدثني جدي مالك بن حمزة بن أبي أسيد، حدثني أبي، عن جدي أبي أسيد: أن النبي صلى الله عليه قال للعباس: "يا عم، لا ترم منزلك، واجمع بنيك حتى آتيكم" .

وبلغني عن الزبيري، عن المغيرة بن عبد الرحمن عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه قال: "فيما يوجد في آرام الجاهلية وخربها الخمس" قوله: "لبى حتى رمى جمرة العقبة"، يقال: رمى يرمي، والفاعل الرامي، والمفعول به المرمي قوله: "ينظر الرامي"، هو الفاعل. ورميتي هي ما رميت. قال:

[ ص: 71 ]

فهو لا تنمي رميته ماله لا عد من نفره



وصف صائدا قال: فهو لا تنمي رميته: نمت الرمية: ذهبت بالسهم، لا عد من نفره: يدعو عليه بالموت وقوله: "أخاف عليكم الرماء"، هو الزيادة، والمحدثون يقولون: الرماء: الربا وقال أبو زيد: أرمى على الخمسين إرماء، ووذم توذيما، وذرف تذريفا، إذا زاد قال:


وأسمر خطيا كأن كعوبه     نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر



قوله: "نهى عن الروث والرمة" سمعت عمرا، عن أبيه قال: الرمة: العظام البالية، والرمة: قطعة حبل، والجميع رمم ومثله: "وكيف تعرض عليك وقد أرمت" . كذا يقوله [ ص: 72 ] المحدثون، ولا أعرف وجهه، والصواب: وقد أرممت، أو رممت: أي: صرت رميما، كما قال الله تعالى: من يحي العظام وهي رميم ، نزلت فيما:

حدثنا شجاع، عن هشيم، أخبرنا حصين، عن أبي مالك: " أن أبي بن خلف جاء بعظم حائل، ففته، وقال: أيبعث الله هذا؟ " أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الرميم: الرفات وسمعت أبا عدنان يقول: رم فلان: إذا مات، فصارت عظامه رمة، أي: بالية، ويقال للشيخ: ما هذا إلا رمة، أي: قد صار في هذا الحد. وأنشدنا أبو عدنان:


إما تريني اليوم يا أم الحكم     تحت الخفاء رمة من الرمم



وأنشدنا عمرو:


فأديتم أستاه نيب تجمعت     على رمة من الرمام تفاديا



وأنشدنا ابن عائشة:

[ ص: 73 ]

والنيب إن تعر مني رمة خلقا     بعد الممات فإني كنت أثئر



النيب: الإبل إن تعر مني رمة خلقا: بالية، والإبل تأكل العظام إذا بليت، تملح بها. أثئر: آخذ بثأري قوله: "يدفع إليك برمته" : الرمة: الحبل، دفع الدابة برمته بحبل في عنقه قوله: "ورم من سلاحه" الرم: إصلاح ما قد فسد وتفرق قال:


هل حبل خرقاء بعد الوصل مرموم؟     أم هل لها آخر الأيام تكليم



قوله: " حملت على رم من الأكراد: أي جماعة نزول، كالحي من الأعراب قوله: "ترتم من كل الشجر"، وقوله: "وعنز ترتم في المسجد"، أي: تأخذه بمرمتيها، وهما شفتاها. ويقال: الشاة ترتم [ ص: 74 ] الحشيش بمرمتيها قوله: "فأرم القوم"، أي سكتوا على أمر في أنفسهم، وترمرم القوم: أي حركوا أفواههم بالكلام، ولما يفعلوا قال:


إذا ترمرم أغضى كل جبار

وقال ابن الأعرابي: أرم وأطم وطلسم وبلسم وأخرد: إذا سكت

وقال أبو زيد: الترمرم: التحرك والكلام من الجزع عند الشديدة، وترمرم القوم وهو كلامهم وإقبالهم وإدبارهم قوله: "فتمارى، هل رأى شيئا؟"، هو من الامتراء والمرية قال الله تعالى: فلا تكن في مرية من لقائه .

حدثنا عبيد الله، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " فلا تكن في مرية من لقائه من أن تلقى موسى، يعني: لا تكن في شك وفيه وجه آخر .

حدثني عبيد الله بن عمر، عن حسين، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن الحسن قال: " قد أخبرتك أنه قد كذب وأوذي، فلا تك في مرية، أي: شك، أن تلقى مثل ما لقي موسى " وقال الله تعالى: ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون .

[ ص: 75 ] حدثنا يوسف بن حماد، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة: " تمترون : تشكون في البعث " ويقال: ما عن ذلك الأمر حم ولا رم، أي: ليس يحول دونه غيره. والرم: صلة لحم، مثل بسن، صلة لحسن، ويقال: جاء بالطم والرم: ما على وجه الأرض من فتات الأشياء قال ابن الأعرابي: الريم: عجب الذنب، والريم: الفاضل من الأنصباء إذا قسمت الجزور، والريم: العلاوة بين الجوالقين قوله: "لا ترم منزلك" الريم: البراح، ما يريم يفعل: ما يبرح يفعل قال الأعشى:


أبانا فلا رمت من عندنا     فإنا بخير إذا لم ترم



وسمعت أبا نصر يقول: الريم: الفضل. وقال الأصمعي: الريم: الزيادة، وأنشد:


مجرسات غرة الغرير     بالريم والريم على المسجور

.

[ ص: 76 ] قوله: "فيما يوجد في الآرام" هي أعلام كانت تبنيها عاد، الواحد إرم والرمرام: حشيش الربيع قال الطرماح:


هل غير دار بكرت ريحها     تستن في حائل رمرامها



والآرام: الظباء، واحدها رئم وأنشدني أبو نصر:


عليهن شعث عامدين لبرهم     وهن كآرام الصريم خواضع



والرأم: العطف وأنشدنا:


كما تدانى الحدأ الأوي     روائما لو يرأم الأثفي



وقال ابن أحمر:


لا رائم فيرد نهمتها     ولد ولم يلجج بها نفر

.

[ ص: 77 ] يصف الريح، يقول: ليس هبوبها أنها ترأم ولدا، ولكن كذا خلقتها. كما قال ابن مفرغ:


الريح تبكي شجوها     والبرق يلمع في الغمامه



يقول: كذا خلقة الريح، ليس أن لها بكاء على ميت أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إنه ليحرق عليه الأرم، يعني الأضراس، أي: يصرف من الغضب قال:


يلوك من حرد عليه الأرما

وأنشدنا أبو نصر:


تقربا والأمر لما يفقم     فجعلوا العتاب حرق الأرم



وقال الأخفش: يقال: رمي، وأرمية، وهو سحاب شديد الوقع وأنشد:


هنالك لو دعوت أتاك منهم     رجال مثل أرمية الحميم



[ ص: 78 ] وروى عمر، عن أبيه، عن الطائي: الأرم: النخل، تطول ولا تحمل. وأرم القوم أرما: إذا هلكوا، وهي سنة أرمة .

[ ص: 79 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية