صفحة جزء
الحديث الثالث والخمسون .

باب: غط .

حدثنا علي، أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: "نام رسول الله صلى إليه عليه حتى سمعت غطيطه، ثم صلى ولم يتوضأ" .

حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن جريج، حدثني عطاء، أخبرني صفوان بن يعلى، عن أبيه: " قلت لعمر: ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه حين ينزل عليه، فلما جاءه الوحي دعاني عمر، فجاء فأدخل رأسه فإذا هو محمر وجهه يغط " .

حدثنا بندار، حدثنا غندر، عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن: سمعت سالما: أن زيد بن الخطاب، وعاصم بن عمر، كانا يتغاطان في الماء وعمر ينظر " .

[ ص: 638 ] حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب، رواية قال: "إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول" .

حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا ليث بن سعد، عن أبي الزبير، قال رسول الله صلى الله عليه: "غطوا الإناء" .

حدثنا محمد بن هارون، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، حدثتني أمي، عن جدتها، قالت: " قالوا يا رسول الله: هل يضر الغبط؟ قال: "نعم كما يضر الشجر الخبط" [ ص: 639 ] قوله: "سمعت غطيطه" صوت يخرجه النائم مع نفسه يقال: غط النائم، يغط غطيطا والبكر يغط إذا شد خناقه للرياضة " قال:


يغط غطيط البكر شد خناقه ليقتلني والمرء ليس بقتال



[ ص: 640 ] يغط من الغطيط كالبكر إذا خنق وشدت الأنشوطة في عنقه عند الرياضة ليذل وقوله:: ليس بقتال "ليس بصاحب قتل" قوله: يتغاطان " يقال: غط في الماء يغط إذا غيب رأسه فيه وقال الأصمعي: الغطاط طير غبر أمثال القطا، والغطاط: بقية من سواد الليل في آخره أنشدنا أبو نصر:


حتى تناخ بعد خمس ماط     قبل القطا والسيد بالغطاط



قوله: "إذا أتيتم الغائط" أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: الغائط: الصحراء وهو مما كنى الله تعالى عنه وأخبرنا سلمة، عن الفراء: الغائط كناية عن إظهار، قضاء الحاجة أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: الغائط من الأرض: ما اطمأن وانخفض والجميع غيطان وأغواط وأنشدنا:


قد الخنيف لج في انعطاط     هبور أغواط إلى أغواط



انعطاط [ ص: 641 ] وأنشدنا غيره:


سراعا يزل الماء عن حجباتها     تكلفها غولا بطينا وغائطا



وسميت غوطة دمشق من ذلك وكان أحدهم إذا أراد أن يقضي حاجته أتى الغائط وهو المطمئن من الأرض فيقال: من أين جئت؟ فيقول: من الغائط فكثر ذلك على ألسنتهم حتى سموا ما أثفل الرجل غائطا قوله: "غطوا الإناء" ما غطيت به أو تغطيت به قال:

يخرجن من أثباج ليل غاط أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الغطش: ضعف في البصر كأنما يبصر ببعضه وقوله: "هل يضر الغبط" يعني حسن الحال من رجل مغبوط .

[ ص: 642 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية