صفحة جزء
باب: جرس .

حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: قالت امرأة من نساء النبي صلى الله عليه: أجد منك ريح مغافير قال: "لعل نحله جرست العرفط" .

حدثنا محمد بن صالح، عن محمد بن عمر، عن ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله، عن ابن كعب بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه "أمر قطبة أن يسير الليل، ويكمن النهار، فأقبل القوم يدبون ويخفون الجرس" حدثنا أبو هشام، حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر، عن سعيد قال: " الصلصال: الحصبة الجرسة " .

[ ص: 8 ] حدثنا يوسف بن بهلول، عن أحمد بن الفضل، عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة، قال طلحة لعمر: " - حين شاوره في غزو نهاوند -: "قد حنكت الأمور، وجرست الدهور" .

حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران: "كانت ناقة النبي صلى الله عليه العضباء ناقة مجرسة" .

حدثنا ابن أبي الأسود، حدثنا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" قوله: "جرست نحله العرفط" حدثنا أبو نصر، عن الأصمعي: جرست النحل، فهي تجرس جروسا: إذا أكلت الثمر لتعسل، والجوارس: اللواحس من كل شيء، والغنم تجرس البقل إذا لحسته، [ ص: 9 ] قال أبو ذؤيب:


تظل على الثمراء منها جوارس مراضيع زغب الريش صهب رقابها



قوله: الثمراء شجر مثمر جوارس: نحل تأخذ من الشجر مراضيع: معها نحل صغار. قال ساعدة:


وكأن ما جرست على أعضادها     حين استقل بها الشرائع محلب



قوله: جرست: أخذت. على أعضادها: الجبال. حين استقل بها. الشرائع: مذاهبها. محلب: أراد حب المحلب، لبياضه وقوله: يخفون الجرس: هو الصوت الخفي أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: أجرس الطائر والسبع إجراسا إذا سمعت جرسه، [ ص: 10 ] وجرسه؛ وهو صوته، وهو صوت أكل النحل الورق. وأجرس الطائر: إذا ظهر جرسه، أي: صوته، وسمعت جرسه وجرسه: أي: حركته، وأنشدنا: وارتج في أجيادها وأجرسا وقوله: "جرست الأمور" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: جرسته الأمور تجريسا: أي أحكمته وحنكته وجربته وقال غيره، عن الأصمعي: الجرس: الدهر، والعوض، والمسند، والأزلم الجذع، والأزنم الجذع، والحقب ثمانون سنة قوله: " ناقة مجرسة، يقول: مجربة مؤدبة، وأنشدنا:


إذ نحن في ضبابة التسكير     والعصر قبل هذه العصور



مجرسات غرة الغرير .

حدثنا عبيد الله بن عمر، وزهير قالا: حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن أبي [ ص: 11 ] قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران: ذكر ناقة النبي صلى الله عليه هذه، فقال: "كانت ناقة منوقة"، وقال عبيد الله بن عمر: "كانت ناقة متوقة" وقال إبراهيم: قلت له: يا أبا سعيد، ما متوقة؟ قال: مثل قولك: فرس تئق، أي جواد. وكان تفسيره أعجب من تصحيفه قال إبراهيم: وما سمعت "ناقة تئق" أي: جواد، إنما هي المنوقة؛ بالنون أخبرنا عمرو، عن أبيه قال السعدي: المنوق من الإبل: الذي قد ريض وقال أبو الخرقاء: المنوق من الرجال: المؤدب وقال أبو عمرو: يقال: نوق بعيرك، أي ذلله، والمنوق: المذلل وأنشدنا:


وقفت بها حتى تجلت عمايتي     ومل الوقوف العنتريس المنوق



[ ص: 12 ] وسألت أبا نصر، فقال: المنوقة: التي قد أدبت، وعلمت المشي، قوله: "رفقة فيها جرس" : هو صوت المحتقن، كصوت الجلجل يخرج من جوفه .

[ ص: 13 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية