صفحة جزء
الحديث السادس والسبعون .

باب: غم .

حدثنا مسدد، وأحمد، قالا: حدثنا سفيان، عن عمرو بن محمد بن حسين: سمعت ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه: "إذا رأيتموه فصوموا، فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين" .

حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن سماك، عن عكرمة، قال النبي صلى الله عليه: "إن حال بينكم وبينه غمامة فعدوا ثلاثين" قوله: "غم عليكم" : أي جهلتم علمه كما يغمى على الرجل فيذهب عقله قوله: "فإن حال دونه غمامة" : أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الغمام: السحاب أجمع كان فيه مطر أو لم يكن، الواحدة غمامة والغيم: اسم لكل سحابة فيها ماء أو ليس فيها ماء والجميع غيوم، وقد غيمت السماء وأغامت وتغيمت [ ص: 743 ] سمعت ابن الأعرابي يقول: أغام اليوم، وأغيم وغيم .

أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: قوله: ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ، "أي ملبسا مغطى لا تدرون ما هو" أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: غمة: ظلمة وضيق وهم سمعت أبا نصر يقول: الغمة: ما غطاك من شيء وغمك، وأنشدنا:


بل لو شهدت الناس إذ تكموا بغمة لو لم تفرج غموا



والغمم: سيلان الشعر في الوجه حتى يضيق الجبهة وكذلك في القفا يسفل حتى يصغر القفا ويقال: فلان أغم، وفلانة غماء قال:


فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا     أغم القفا والوجه ليس بأنزعا



[ ص: 744 ] والوغم: الحقد أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: إذا وضع البسر في الشمس ونضج بالخل في حره فذلك المغمق، وأهل نجد يسمونه المخلل .

[ ص: 745 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية