صفحة جزء
الحديث الثاني .

باب: طبق .

حدثنا عمرو، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم، عن شرحبيل بن السمط، عن كعب بن مرة، أو مرة بن كعب، قال رسول الله صلى الله عليه: "اللهم اسقنا غيثا مغيثا طبقا غدقا" .

حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، حدثنا إبراهيم، عن علقمة، والأسود، قالا: قال عبد الله: "إذا ركع أحدكم فليطبق بين كفيه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه" .

حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان، عن سليمان [ ص: 861 ] : " أن رسول الله صلى الله عليه ذكر الرحمة فقال: مائة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض " .

حدثنا عمرو بن عيسى بن يونس، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أخيه، عن أبيه: " عن عائشة، في حديث أم زرع، قالت: "زوجي عياياء طباقاء" .

حدثنا مسدد، حدثنا يزيد، حدثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، أن الحسن، حدث: " أن هياج بن عمران قال في غلام له أبق: لئن قدر عليه ليقطعن منه طابقا فسأل عمران بن حصين فقال: كفر عن يمينك " .

حدثنا أبو الوليد، حدثنا حبان بن أبي جبلة، حدثنا حميد، عن أنس: "أنه كان يكره أن يلقي النوى على الطبق الذي فيه التمر" .

[ ص: 862 ] حسين بن علي بن الأسود، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا حسن بن صالح، عن أبي هارون العبدي: " كتب علي إلى عمرو بن العاص: "جعلت مروءتك للدنيا تبعا لامرئ مهتوك كما وافق شنا طبقه" قوله: "غيثا طبقا" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الغيث الطبق: العام، يقال: اسقنا غيثا طبقا: يعني عاما قال امرؤ القيس:


ديمة هطلاء فيها وطف طبق الأرض تحرى وتدر



قوله: "فليطبق" يعني كفه اليمنى على كفه اليسرى يقال: طابقت بين شيئين: جعلتهما على حذو واحد، قال:


أعاذل قد لاقيت ما يزع الفتى     وطابقت في الحجلين مشي المقيد

.

[ ص: 863 ] قوله: طباق ما بين السماء والأرض " أي يغشى الأرض كلها وقوله: "عياياء طباقاء" العياياء: الذي لا يلقح الإبل، والطباقاء: الغبي الأحمق أخبرنا عمرو، عن أبيه: طباقاء: أبكم لا يحسن شيئا وقال النضر بن شميل: الطباقاء: الأخرق العنيف في العمل قال الشاعر:


طباقاء لم يشهد خصوما ولم يقد     ركابا إلى أكرارها حين تعكف



قوله: "ليقطعن منه طابقا" يريد عضوا أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الطبق: فقار الظهر الواحدة طبقة، قال رؤبة:


يشقى به صفح الفريص والأفق     ومتن ملساء الوتين في الطبق



قوله: "كره أن تلقى النواة على الطبق" هو معروف ما يأكل عليه من عيدان فإن كان من خشب فهو خوان ويجوز كل واحد مكان الآخر والطبق: كل غطاء لازم، ويقال: الناس على طبقات شتى .

[ ص: 864 ] أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، قال: الطبق الجماعة من الناس، والطبقة: الحال قال الله تعالى: لتركبن طبقا عن طبق يقرأ برفع الباء "لتركبن" يعني الناس، وبنصب الباء: (لتركبن) يعني النبي صلى الله عليه، ويقال: السماء فمن قرأها برفع الباء: الحسن وأبو رجاء، وعبد الله بن مسلم والأعرج وقتادة، وعاصم ونافع، وأبو عمرو، وشيبة، وأبو جعفر، وكان ممن فسر على هذه القراءة .

حدثنا يحيى، حدثنا شريك، عن السدي، وقيس بن وهب، عن عبد الله، قوله: لتركبن طبقا عن طبق : حالا عن حال " وهو تفسير الحسن ومجاهد، وعكرمة والضحاك وقتادة أخبرنا سلمة، عن الفراء: لتركبن، يعني الناس، والعرب تقول: وقع في بنات طبق إذا وقع في أمر شديد [ ص: 865 ] وكان ممن قرأ بنصب الباء "لتركبن" : ابن عباس، وابن مسعود وأبو العالية، وحمزة، وابن كثير، والأعمش، وأبو إسحاق، وإبراهيم، ويحيى بن وثاب، ومسروق، والشعبي، وطلحة .

وفسره ابن عباس فيما حدثنا خلف، عن هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عباس: "يعني نبيكم صلى الله عليه، ركب حالا بعد حال" .

حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله: لتركبن "يعني السماء طبقا عن طبق "تشقق ثم تحمر ثم تنفطر" وإليه ذهب الشعبي، ومرة، وإبراهيم .

أخبرنا سلمة، عن الفراء: لتركبن : يا محمد سماء بعد سماء " .

أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: لتركبن طبقا عن طبق يقول: "لتركبن سنة الأولين وسنة من كان قبلكم" قال إبراهيم: وما علمت أحدا ذهب هذا المذهب إلا مكحولا، فإنه قال: في كل عشرين سنة طبق، يكونون في حال ثم يكونون في [ ص: 866 ] التي قبلها فإن كان عنى اختلاف الزمان فقد وافق أبا عبيدة، وإن كان عنى تنقل الرجل في سنه وخلقه فهذا غير ما عنى أبو عبيدة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: السيف المطبق: الذي إذا أصاب المفصل قطعه، ولا يميل يمينا ولا شمالا والطباق: نبت .

[ ص: 867 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية