صفحة جزء
الحديث التاسع .

باب: حجر .

حدثنا أبو موسى، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا ابن إسحاق، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس: جاءت أم الفضل بابنتها فوضعتها في حجر رسول الله صلى الله عليه، فبالت، فقال: "أعطيني قدحا من ماء فصبه عليه" .

حدثنا عبيد الله، حدثنا يحيى بن سعيد، عن الربيع بن مسلم، حدثنا يوسف بن سعد، قال ابن الزبير سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: "لولا أن الناس حديث عهد بكفر لرددت البيت إلى أساسه، وتركت منه بابا في الحجر" .

حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا زيد بن حباب، حدثني العلاء بن جرير، حدثني رجل من أهل الطائف، عن الحكم بن عمير قال رسول الله صلى الله عليه: "كيف بك يا عمر إذا وليت حجرا؟" قال: لقد لقيت إذا شحا .

[ ص: 229 ] حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: "أن سعد بن معاذ، رمي في أكحله، فلما تحجر كلمه للبرء انفجر" .

حدثنا خالد بن خداش، حدثنا ابن وهيب، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر" حدثنا ابن نمير، عن ابن فضيل، عن الشيباني، عن الشعبي، عن فاطمة، عن النبي صلى الله عليه في حديث الجساسة قال: "تابعه أهل الحجر والمدر" .

حدثنا صالح الترمذي، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الله: "كنت بالبقيع وعمر فجاء المطلب بن حنطب فذهبت أوسع له فجلس حجرة" .

[ ص: 230 ] حدثنا أبو بكر، حدثنا حفص، عن حجاج، عن عبد الملك بن مغيرة، عن ابن عباس، في الكبير: "إذا أنكر عقله حجر عليه" .

حدثنا الحسين بن عبد العزيز، حدثنا الحارث، بلغني أن الليث بن سعد، قال للعلاء بن كثير: " لو اتخذت حجرا يفتح لك قال: فكيف بمؤنتها؟ قال: أنا أكفيك قال: يا ليث لقد قلبتك ظهرا لبطن فوجدتك بني دنيا " قوله: فوضعتها في حجر النبي عليه السلام، هو معروف، ما فضل من قميص الجالس والحجر: الملك قال الله - تعالى - وربائبكم اللاتي في حجوركم .

أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: في حجوركم : "في بيوتكم" .

حدثنا هارون بن معروف، حدثنا بشر بن السري، حدثنا حبيب، عن عمرو .

[ ص: 231 ] سئل جابر بن زيد، عن ربيبة الرجل بنت امرأته التي، ليست في حجره، هل تحل لزوجها الذي دخل بها؟ قال: لا: أينما كانت، فهي على من تزوج أمها ودخل بها حرام ويقال: حجر وحجر قال:


أنا ابن رياح، قدني من أديمه ولم أحتمل في حجر سوداء ضمعج



قوله: "لتركت منه بابا في الحجر"، ما كان خارجا من الكعبة محاطا عليه فهو الحجر أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الحجر: الحطيم وقول عمر: حجرا، يقول: منعني الله من ذلك قال .

[ ص: 232 ] الله - تعالى - وحرث حجر أي حرام ممنوع، هذا مجمع على تفسيره أنه حرام، وكسر قوم الحاء، فقرأ حجر، ورفع آخرون، فقالوا: (حجر)، وقرأ قوم: حرج، فالذين كسروا مجاهد، والأعرج، والأعمش، وعاصم، وحمزة، ونافع، وشيبة، وأبو جعفر، وعيسى بن عمر، والأشهب العقيلي، والذين رفعوا: أبان بن عثمان، وأبو رجاء، والحسن، وقتادة، وقرأ ابن عباس، وابن الزبير: (حرج) أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: (حجر) و (حجر) بكسر الحاء ورفعها، وحرج وحجر سواء أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: حجر: حرم حدثنا أبو موسى، عن عباس: سألت أبا عمرو، عن حجر قال: ممنوع، وسألته عن حجر، فقال: أعوذ بالله " حدثنا أبو موسى، عن عباس، سألت عيسى بن عمر فقال: "حجر لغة أهل الحجاز، وحجر لغة سفلى مضر" وقال الله: يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا ، كان الرجل يلقى .

[ ص: 233 ] الرجل يخافه في الأشهر الحرم، فيقول: حجرا محجورا أي حراما محرما عليك حرمتي فلا يناله بشر فإذا كان يوم القيامة، ورأى المشركون الملائكة، فقالوا لهم ذلك وظنوا أنه ينفعهم ومعنى حجر: حرام، أجمعوا على تفسيره، واختلفوا في قراءته .

حدثنا أبو نعيم، عن موسى بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد، " حجرا محجورا : حراما محرما أن نبشركم بما نبشر به المتقين " وكذا قال مجاهد، والحسن، وعكرمة، والضحاك، وقتادة .

أخبرنا سلمة، عن الفراء، حجرا محجورا : "حراما محرما أن يكون لهم #البشرى" والحجر: الحرام كما يقال: حجر التاجر على غلامه، والرجل على أهله، أنشدني بعضهم:


فهممت أن ألقي إليها محجرا     ولمثلها يلقى إليه المحجر

.

أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: حجرا محجورا : حرما محرما قال:

[ ص: 234 ]

حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها:     حجرا حراما ألا ثم الدهاريس



وقال آخر:


حتى دعونا بأرحام لهم سلفت     وقال قائلهم إني بحاجور



قوله: إن سعد بن معاذ تحجر جرحه تقول: تحجر الجرح للبرء: اجتمع وقرب بعضه من بعض وقوله في حديث الجساسة: أطاعه أهل الحجر: يريد أهل البوادي الذين يسكنون مواضع الحجارة، وأهل المدر: أهل الأمصار الذين يبنون بالمدر وقوله: "وللعاهر الحجر" أي ما لا ينفعه، وقال في حديث آخر: الأثلب .

حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه قال: "للعاهر الأثلب" والأثلب: التراب، ويقال: الحجارة والكثكث: دقاق التراب [ ص: 235 ] وقوله: فجلس حجرة ناحية، يقال: الحمل يأكل خضرة، ويربض حجرة، وقال الحارث بن حلزة:


عننا باطلا وظلما كما يعـ     ـتر عن حجرة الربيض الظباء



وقال، النابغة:


يسائل عن سعدى وقد مر بعدنا     على حجرات الدار سبع كوامل



وقوله في الكبير: يحجر عليه، أي يمنع من ماله، يقال حجرت عليه، وحجزت، وحظرت، وحظلت وقال الله - تعالى -: هل في ذلك قسم لذي حجر .

حدثنا شريح، حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس: لذي حجر قال: "النهى والعقل" وهو قول مجاهد، والحسن، وعكرمة، ومحمد بن كعب، والضحاك، وقتادة، وقال الحسن: " الحجر: الحلم " وقال أبو مالك: "البينة" .

أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: " لذي حجر : عقل وحجى " .

[ ص: 236 ] أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي، " لذي حجر : لذي عقل، وما أشبهه أن يكون ذا ستر من نفسه وعقله " .

أخبرنا سلمة، عن الفراء، لذي حجر لذي حجى وعقل، وستر، كله يرجع إلى أمر واحد العرب تقول: إنه لذو حجر، إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها من قوله: حجرت على الرجل " سمعت أبا نصر يقول: الحجر: الحرمة، والحق، وأنشدنا:


وجارة البيت لها حجري     ومحرمات هتكها بجري



بجري: يعني عظيما قال الخليل: يقال: الحجر: القرابة، وأنشد:


يريدون أن يقصوه عني وإنه     لذو نسب دان إلي وذو حجر



أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الحجر: الأنثى من الخيل وسمعت أبا نصر: يقال: الحجر: موضع، وأنشدنا:

[ ص: 237 ]

حتى احتداه سنن الدبور     والظل في حجر من الحجور



حجر بحير أو أخي بحير وصف ثورا، فقال: احتداه: ساقه سنن الدبور: قصده وتتابعه، وبحير: رجل كان يتعاهد ذلك الموضع فنسبه إليه أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: الحاجر: مكان يرتفع حواليه، ويستنقع فيه الماء قال أبو عمرو: المحاجر: الحدائق، واحدها محجر أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: المحجر: فجوة العين، وما بدا من النقاب وقال ابن الأعرابي: المحجر: ما دار بالعين من أسفلها من العظم وروى عمرو، عن أبيه قال: الحاجر: المتخلف، قال فضالة بن هند:


يا ويح أم نمير بعد سيدها     إذا الفوارس تحمي حاجر الظعن



الظعن: النساء .

[ ص: 238 ] وقال أبو زيد: الحنجور: الحلقوم وأنشدنا أبو نصر:


حابي الحيود فارض الحنجور

حابي يقول: مشرف والحيود: كل عضلة شاخصة عن الجلد وفارض: ضخم والحنجور: الحنجرة .

[ ص: 239 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية