صفحة جزء
باب: حرج .

حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، حدثني سعيد، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه: " اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة " .

حدثنا محمد بن سهم، حدثنا ابن مبارك، عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة، عن شيبة بن عثمان قال النبي صلى الله عليه: "يا معشر الأنصار" قالوا: لبيك وتأشبوا حوله حتى تركوه كأنه في حرجة سلم " قوله: أحرج حق الضعيفين يقول: أضيقه على من ظلمهما، والحرج: الحرام أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: حرج على ظلمك يريد حرم علي، ومنه أحرجها بتطليقة يريد: حرمها، وأكسعها بالمحرجات يريد: بثلاث تطليقات .

[ ص: 240 ] وأنشدنا:


ولم تحرج كره من تحرجا ولبست للشر جلا أخرجا



ذكر الفتن يقول: المتحرج كره الحرب ولم تحرج هي فركبته وجلا أخرجا: فيه بياض وسواد يقول: هذه الحرب جاءت شنعاء قوله: حتى تركوه كأنه في حرجة أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الحرجة، يقال: لكل الشجر أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي قال: الحرج: الشجر الملتف الواحدة حرجة، وأنشدنا:


حتى إذا الليل تجلت ظلمه     عاين حيا كالحراج نعمه


يكون أقصى شله محرنجمه

وصف جيشا جاءوا قوما ليلا يغزونهم، فلما تجلت الظلمة عاينوا حيا كالحراج: كالشجر في الكثرة، وأقصى شل هذا الجيش يعني طرده، وفراره أن يحرنجم: يقيم من عزه ولا يبرح وقال الله - تعالى -: يجعل صدره ضيقا حرجا [ ص: 241 ] فكان مجاهد يفسر حرجا: شاكا، وقال الضحاك: هو الذي لا يهتدي للإسلام، وقال قتادة: ملتبسا، وكل معناه قريب أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: حرجا وحرجا كله من الضيق كما يقال: إنه لوحد فرد، ووحد فرد أخبرنا سلمة، عن الفراء: الحرج مثل الوحد والحرج مثل الوحد، ومثله الفرد والفرد، والدنف والدنف، وقال:


تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت     وتحرج العين فيها حين تنتقب



يقول: تحرج: أي تحار وتضيق عن أن تنظر إليها وقال النبي صلى الله عليه: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" يقول: لا إثم عليكم إن لم تفعلوا أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الحرج: التحرج في الورع، والحرج: سرير الميت، والحرج: أن ينظر الرجل فلا يستطيع أن [ ص: 242 ] يتحرك من مكانه من غيظ أو فرق، والحرجوج: الريح الطويلة التي لا تكاد تنقطع قال:


أنقاء سارية حلت عزاليها     من آخر الليل ريح غير حرجوج

وقال أبو عمرو: الحرج: مركب النساء دون الهودج، ورجل متحرج: كاف عن الإثم، قال النابغة:


فبت كأنني حرج لعين     نعاه الناس أو دنف طعين



والحرجوج: الناقة الوقادة القلب قال الأعشى:


فذر ذا ولكن رب أرض متيهة     قطعت بحرجوج إذا الليل أظلما



أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الحرج: الودع، والحرج: ما جعل للكلب مما يصيد، والحرج: خيال ينصب والحرجف: الريح الباردة الشديدة الهبوب .

[ ص: 243 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية