صفحة جزء
باب: قرف .

حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثني محمد بن زياد، عن أبي راشد، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه علم أبا بكر دعاء فيه: "وأعوذ بك أن أقرف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم" .

حدثنا عبيد الله، حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن محمد بن جحادة، سمعت الحسن، قال: كان النبي صلى الله عليه لا يأخذ بالقرف .

حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس، فزع أهل المدينة فركب النبي صلى الله عليه فرسا كأنه مقرف، فقال: "وجدناه بحرا" .

حدثنا أبو بكر، حدثنا حفص، عن أشعث، عن الحسن، قال [ ص: 365 ] : "للفرس المقرف وهو الهجين سهم" .

حدثنا ابن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، أخبرني يحيى بن عبد الله بن بحير بن ريسان، أخبرني من، سمع فروة بن مسيك، أنه سأل النبي صلى الله عليه عن أرض وبيئة، فقال: دعها، فإن من القرف التلف " قوله: "أقرف على نفسي سوءا" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي اقترف: اكتسب، وبعير مقترف: اشتري حديثا، وما اقترفت يدي شيئا مما تكرهه، يريد ما دانت وقوله: كأنه مقرف، والمقرف: الذي دانى الهجنة أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: المقرف: الهجين . قال أبو إسحاق: ليس هو الهجين، هو ابنه وقول الحسن للمقرف سهم، هو ابن الهجين، والهجين: الذي أمه برذونة وأبوه فرس، فالمقرف: ابن الهجين، وقال:


تريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب

.

[ ص: 366 ] ويقال: فلان قرفتي: أي طلبتي وقوله: مع القرف التلف " القرف: المقاربة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: أخشى عليه القرف: مداناة المرض، وقرف عليه يقرف قرفا إذا بغى عليه، وتركتهم على مثل مقرف الصمغة يريد مقشرا وقرف فلان فلانا كأنه يقشره، وأصل القرف القشر أخبرنا عمرو، عن أبيه القرف: نجب العضاه وأنشد:


اليوم إن تلقينني بطف     بمخرم أو بسواء حرف
أرضيك إن أرضاك حسن العسف     بمرهفات كمتون القرف



وقال آخر:


تعرضن طيخا طخن فيه وأقرفت     لهن مع الطماح سعد وعامر

.

[ ص: 367 ] وقال ابن الأعرابي: هو قرف بذاك مثل قمن أخبرنا عمرو، عن أبيه أقرف: أتى ما لا ينبغي وأنشدنا:


وأحسن هازلين إذا هزلنا     وأبعده لظن المقرفينا



والقرف: قشر المقل، والقرفة: شجرة طيبة الريح والقروف: أوعية تتخذ من الجلود، وأنشدنا عمرو:


وذبيانية وصت بنيها     بأن كذب القراطف والقروف



يقول: عليكم بالقراطف والقروف فاسرقوها والقروف: جراح، وأنشدنا عمرو:


أتترك قتلى قد علمنا مكانها     وتعفو قروفا من دم فتقرف



[ ص: 368 ] قوله: لا يأخذ بالقرف، وهي التهمة، قال الأعشى:


لها ملك كان يخشى القراف     إذا خالط الظن منه الضميرا

.

[ ص: 369 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية