صفحة جزء
الحديث الاثنان والعشرون .

باب: رجل .

حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس، لعن رسول الله صلى الله عليه المترجلات من النساء .

حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: "رمت هوازن أصحاب النبي صلى الله عليه برشق كأنه رجل جراد" .

حدثنا اليمامي، حدثنا يعقوب، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن طلحة بن عبيد الله، إن الله يهبط عشية عرفة، فما يوم أكثر عتيقا من النار، وقد كان إبليس ثنى عليه رجلا .

[ ص: 415 ] حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن هشام، عن عبد الله بن مغفل: نهى النبي صلى الله عليه عن الترجل، إلا غبا .

حدثنا موسى، حدثنا وهيب، أخبرنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قدم نفر من عكل، فاجتووا المدينة، فأمرهم النبي صلى الله عليه أن يلحقوا الإبل فقتلوا الراعي، فبعث في طلبهم، فما ترجل النهار حتى أتي بهم " .

حدثني ابن نمير، عن أبيه، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه جعل للفارس سهمين، وللراجل سهما .

حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سعد، وأبي سلمة، سمعا أبا هريرة، يقول: إن النبي صلى الله عليه قال [ ص: 416 ] : "العجماء جرحها جبار" .

حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل، قال النبي صلى الله عليه: "الرجل جبار، والمعدن، والبئر، والسائمة جبار" قوله: "لعن المترجلات" يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زيهن، وإن تشبهن بالرجال في الرأي والعلم، فذلك محمود .

حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن محمد بن عبد الملك، سمع عمر بن عبد العزيز، قال: " كانت عائشة رجلة الرأي قوله: "رجل جراد" يقال لجماعة الجراد: رجل أنشدني أبو نصر:


فلما استهلت بالنسار سحابة يشبهها رجل الجراد من النبل

.

[ ص: 417 ] وقوله: ثنى عليه رجلا، يقول: اتكل على ذلك، ومال طمعا فيه، وقوله: نهى عن الترجل أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: رجل شعره يرجل رجلا، والرجل والرجل فيه تكسر وتعقف، وقد يقال: رجل شعره إذا سرحه ودهنه كما قال:


أعوذ برب الناس من شر معقل     إذا معقل راح البقيع ورجلا



قوله: " ترجل النهار، يعني ارتفع أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: فرس أرجل، والأنثى رجلاء، إذا كان البياض في إحدى الرجلين، وأنشد:


حيا حلالا يزعون القنبلا     بهيمها وذا الحجون الأرجلا



حلالا يعني كثيرا: والقنبل: الجماعة قوله: "للراجل سهم" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: رجلت أرجل رجلا ورجلة ، .

[ ص: 418 ] وهو رجل في رجال ورجالة ورجال، ورجالى، وفلان رجيل أي قوي على المشي، وإنه لذو رجلة قال:


حتى أشب لها وطال إيابها     ذو رجلة شثن البراثن جحنب



وصف رجلا يشتار عسلا من كوارة، فقال: حتى أشب لها: للنحل: أتيح لها وقيض وطال إيابها: رجوعها من الرعي، ذو رجلة: قوي، شثن: غليظ البراثن: يعني قدمه جحنب: قصير قال الله تعالى: يأتوك رجالا .

حدثني أبو بكر بن أبي الأسود، عن صفوان بن عيسى، عن حميد بن صخر، وعكرمة، عن ابن عباس: رجالا : "مشاة" .

حدثنا سريح، عن يونس بن محمد، عن هارون، عن عمران، عن عكرمة: " رجالا : على أرجلهم " .

[ ص: 419 ] أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: يأتوك رجالا ورجالى ورجلاء، الواحد راجل أو راجلة، ورجل ورجلة، ورجال، كل ذلك يقال أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: رجالا، الواحد راجل بمنزلة صاحب، وصحاب، وصحب، وتجار وتاجر، وقيام وقائم، أي يأتوك مشاة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: فلان رجيل: أي قوي على المشي، وإنه لذو رجلة، وامرأة رجلة أخبرنا سلمة، عن الفراء: يقال على الماشي إلى بيت الله حافيا، وهو قول أهل الحجاز، وأهل نجد يقولون: راجلا، ورجلا، وكل حسن، والجمع الرجل والرجال، والرجال قال الله تعالى: بخيلك ورجلك فذهب ابن عباس، ومجاهد، وسعيد، وقتادة، أن قوله: وأجلب عليهم بخيلك ورجلك أن الإجلاب للإنس بخيلك الخيل كل راكب كان في معصية الله، وكذلك كل رجل مشت في معصية الله، فنسب ذلك إلى إبليس؛ لأنه يرضاه من الناس ويحبه، ويحملهم عليه .

[ ص: 420 ] ولم يختلف القراء في "رجلك" إلا الأعمش، وأبو عمرو، والأعرج، والجحدري، وعيسى بن عمر، وابن أبي نعيم، وأيوب السختياني، ووافقهم الحسن في القراءة، وخالفهم في التفسير .

كذا حدثنا عبيد الله بن عمر، عن ابن مهدي، عن قرة، سمعت الحسن، في قوله: ورجلك يعني الرجال " وكذا قرأ قتادة فيما حدثنا خلف، عن محبوب، عن سعيد، عن قتادة (ورجالك)، ولا أدري كيف فسر؟ إلا أن قراءته [ ص: 421 ] تحتمل جمع راجل وإبليس من الجن فيجوز رجال من الشياطين كما جاز رجال من الجن، كما قال الله تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن وقال: الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس أخبرنا سلمة، عن الفراء، قال: وقع الناس ههنا على الجنة، يقول في صدور الناس جنهم وناسهم، وقال بعض العرب وهو يحدث فوقف عليهم قوم من الجن، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: ناس من الجن وقال غيره: راجل: بين الرجلة من قوم رجال، ورجالة، ورجال قال:


وظهر تنوفة حدباء تمشي     بها الرجال خائفة سراعا
قذوف ما يضاع الماء فيها     وما يرجو بها القوم اصطناعا



اصطناعا: يطبخون قال:

[ ص: 422 ]

ورجالة بالقاع من يلتبس بهم     من الناس إلا من وقى الله يكلم



، قوله: "الرجل جبار" يعني ما أصابت الدابة برجلها، وصاحبها راكب عليها، أو يقودها فلا عقل فيه، ولا قود، فإن كان يسوقها فما أصابت برجلها فعلى السائق دون القائد والراكب والرجل من الدابة والإنسان معروفة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: رجل القوس: ما يسفل عن كبدها، وما علا فهو اليد، والرجلة والجمع رجل: مكان لين: فهو خروق تمسك الماء، تنبت أحرار البقل وقال الأصمعي: رجلة ورجل إذا جرى أسفل الوادي قال لبيد: .

[ ص: 423 ]

يلمج البارض لمجا في الندى     من مرابيع رياض ورجل



يلمج: يأكل أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: ارتجلت الكلام ارتجالا إذا ابتدأته من غير تدبر، وارتجلت الرأي ارتجالا، إذا انفردت به من غير مشورة، وترجلت في البئر ترجلا وهو نزولك فيها من غير تدل أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الارتجال: أن يخلط الفرس العنق، بشيء من الهملجة أو رواح بين شيء من ذا، وشيء من ذا، يقال: مر يرتجل ارتجالا أخبرنا سلمة، عن الفراء: يقال: رجلت البهم إذا ربطته مع أمهاته، وأرجلته: أرسلته مع أمهاته يرعى وقال أبو عبيدة: ارتجلت الكلام واقتضبته إذا لم تكن هيأته .

[ ص: 424 ] وقال الفراء: افتلت فلان الكلام: اقترحه، وابتشكه إذا كذب قال أبو زيد: وشرج وخدب: كله كذب وقال الأحمر: ولع يلع وقرئ على أبي نصر، عن الأصمعي قال: إذا لهج الفصيل بالمصرورة صررتها رجل الغراب بنكس طرف التودية الذي يلي الخلف المؤخر، فتشد به الخلف المقدم، وتحول طرفه الذي يلي الخلف المقدم فتشد به المؤخر ليكون الصر على سجيحته، وتنكس طرف الخلفين، فتصره على أقصى فخذها مما يلي الذنب لئلا يقدر أن يجعله في فيه قال:

[ ص: 425 ]

لهج الفصيل برضعها     فصررتها رجل الغراب



وقال آخر:


رجل الغراب بنكس رأس التوديه     ونكس صر الخلف بعد التسويه

.

[ ص: 426 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية