صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا الحسن بن رشيق، إجازة، ثنا سعيد بن أحمد بن زكريا اللخمي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي، يقول: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة .

قال الشيخ: وقد قال الشافعي في كتاب الإيمان ما دل على أنه [ ص: 73 ] لا يقال في أسماء الله تعالى: إنها أغيار، قد نقلنا كلامه فيها في مواضع، وبالله التوفيق.

ومن قال بهذا احتج بقول الله تعالى: بغلام اسمه يحيى ، فأخبر أن اسمه يحيى، ثم قال: يا يحيى ، فخاطب اسمه، فعلم أن المخاطب يحيى، وهو اسمه واسمه هو، وكذلك قال: ما تعبدون من دونه إلا أسماء ، وأراد المسميات، وقال: تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ، كما قال: تبارك الذي نزل الفرقان ، وكما قال: تبارك الذي بيده الملك وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عن عمر بن الخطاب: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك" ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء بعد السلام: "تباركت يا ذا الجلال والإكرام" ، وقال في دعاء القنوت: "تباركت ربنا وتعاليت" .

قال أبو منصور الأزهري: معنى تبارك: تعالى وتعظم.

وقيل: هو تفاعل من البركة، وهي الكثرة والاتساع .

التالي السابق


الخدمات العلمية