صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا حمزة بن العباس العقبي ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ، حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن وهب ، أخبرني يحيى بن أيوب ، عن محمد بن عجلان ، عن نافع ، عن ابن عمر، أن عمر بن الخطاب، بعث جيشا ، وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال: فبينا عمر يخطب قال: فجعل يصيح وهو على المنبر يا سارية: الجبل، يا سارية الجبل، قال: فقدم رسول الجيش ، فسأله ، فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح، يا سارية: الجبل، يا سارية: الجبل، فشددنا ظهورنا بالجبل ، فهزمهم الله، فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك.

قال ابن عجلان: وحدثني إياس بن معاوية بن قرة بذلك.

وقد روينا من أوجه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ما كنا ننكر ونحن متوافرون أن السكينة تنطق على لسان عمر، وعن عبد الله بن مسعود: ما رأيت عمر قط إلا وكأن بين عينيه [ ص: 315 ] ملكا يسدده، وعن عبد الله بن عمر قال: كان عمر يقول القول فننتظر متى يقع قال الشيخ: وكيف لا يكون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان في الأمم محدثون ، فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب، وهذا الحديث أصل في جواز كرامات الأولياء، وفي قراءة أبي بن كعب (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث) ، وقرأها ابن عباس كذلك في بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل: كيف يحدث؟ قال: تتكلم الملائكة على لسانه، وذلك يوافق ما روينا عن علي وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية