صفحة جزء
257 - وأما ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال: أخبرني محمد بن إسماعيل السكري ، حدثنا أبو قريش ، حدثنا أبو محمد نصر بن خلف النيسابوري ، حدثنا يعلى بن عبيد ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله هو ابن مسعود قال: " ما دعا عبد بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته: يا ذا المن ، ولا يمن عليك ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الطول ، لا إله إلا أنت ، ظهر اللاجئين ، وجار المستجيرين ، ومأمن الخائفين إن كنت كتبتني في أم الكتاب عندك شقيا فامح عني اسم الشقاء ، واثبتني عندك سعيدا ، وإن كنت كتبتني في أم الكتاب محروما مقترا علي رزقي ، فامح عني حرماني وتقتير رزقي ، واثبتني عندك سعيدا موفقا للخير ، فإنك تقول في كتابك يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " قال: فهذا موقوف وروي عن أبي حكيمة ، [ ص: 216 ] عن أبي عثمان النهدي قال: سمعت عمر بن الخطاب وهو يطوف بالكعبة يقول: " اللهم إن كنت كتبتني في السعادة فاثبتني فيها ، وإن كنت كتبت علي الشقاوة والذنب. . . فامحني واثبتني في السعادة يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " هكذا رواه حماد بن سلمة ، عن أبي حكيمة وسمعناه. ورواه هشام الدستوائي ، عن أبي حكيمة مختصرا وقال: "فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب" وأبو حكيمة اسمه: عصمة بصري تفرد به ، فإن صح شيء من هذا فمعناه يرجع إلى ما ذكرنا من محو العمل والحال ، وتقدير قوله: اللهم إن كنت كتبتني أعمل عمل الأشقياء ، وحالي حال الفقراء برهة من دهري فامح ذلك عني بإثبات عمل السعداء ، وحال الأغنياء ، واجعل خاتمة أمري سعيدا موفقا للخير فإنك قلت في كتابك: يمحو الله ما يشاء أي: من عمل الأشقياء ، ويثبت أي: من عمل السعداء ، ويبدل ما يشاء من حال الفقر ويثبت ما يشاء من حال الغنى ، ثم المحو والإثبات جميعا مسطوران في أم الكتاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية