1. الرئيسية
  2. القضاء والقدر للبيهقي
  3. باب ما ورد من التشديد على من كذب بقدر الله تعالى وزعم أن أعماله مقدرة له دون خالقه
صفحة جزء
415 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت الزبير بن عبد الواحد الحافظ ، يقول: سمعت عبدان الأهوازي ، يقول: نا محمد بن مصفى ، نا بقية ، عن الأوزاعي ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم" ولهذا الحديث شواهد عن ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما ، وفيما ذكرنا كفاية. قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: إنما جعلهم مجوسا لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأصلين ، وهما النور والظلمة ، يزعمون أن الخير من فعل النور ، وأن الشر من فعل الظلمة فصاروا ثنوية ، وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله ، والشر إلى غيره والله تعالى خالق الخير والشر لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته ، وخلقه الشر شرا في الحكمة كخلقه الخير خيرا - زاد فيه غيره - لأنه خلق ما علم كونه ، قال أبو سليمان: فالأمران معا مضافان إليه ، خلقا ، [ ص: 284 ] وإيجادا ، وإلى الفاعلين لهما من عباده فعلا واكتسابا .

التالي السابق


الخدمات العلمية