صفحة جزء
482 - أخبرنا أبو الحسن بن بشران العدل ، ببغداد ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، نا الحسن بن مكرم ، نا إسحاق بن سليمان ، نا أبو سنان سعيد بن سنان الشيباني قال: سمعت وهب بن [ ص: 304 ] خالد الحمصي ، يحدثنا عن ابن الديلمي ، قال: وقع في نفسي شيء من القدر فأتيت أبي بن كعب فقلت: يا أبا المنذر وقع في نفسي شيء من القدر خفت أن يكون فيه هلاك ديني أو أمري فقال: يا ابن أخي إن الله عز وجل لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم ، ولو أن لك مثل أحد ذهبا أنفقته في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار ، ولا عليك أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود فتسأله ، فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته فقال مثل ذلك ، قال إسحاق: قص القصة كلها كما قال أبي ، غير أني اختصرته ، وقال لي: لا عليك أن تأتي حذيفة بن اليمان فتسأله ، فأتيت حذيفة بن اليمان فسألته فقال لي مثل ذلك ، قال أبو يحيى: فقص أيضا القصة كما قال أبي وقال: ائت زيد بن ثابت فسله ، فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ، ولو أن لك مثل أحد ذهبا أنفقته في سبيل الله عز وجل ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأنه إن مات على غير هذا دخل النار" وروينا قبل هذا عن كثير بن مرة ، عن ابن الديلمي ، عن سعد بن أبي وقاص مثل هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية