تفسير القرآن من الجامع لابن وهب

ابن وهب - أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم

صفحة جزء
151 - أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم ، عن سليمان [ ص: 80 ] الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف قال: كنا جلوسا إلى كعب أنا وربيع بن خثيم وخالد بن عرعرة ورهط من أصحابنا ، فأقبل ابن عباس رجل جميل حسن الشعرة، فقال القوم: هذا ابن عم نبيكم فأوسعوا له؛ فجلس إلى جنب كعب فقال: يا كعب، كل القرآن قد علمت فيما أنزل غير ثلاثة أمور، إن كان لك بها علم فأخبرني عنها؛ أخبرني ما سجين ، وما عليون ، وما سدرة المنتهى ، وما قول الله لإدريس: ورفعناه مكانا عليا ، قال كعب: أما [سجين فإنها] الأرض السابعة السفلى ، وفيها أرواح الكفار تحت حد إبليس، وأما [عليون فإنها] السماء السابعة، وفيها أرواح المؤمنين، وأما إدريس فإن الله أوحى [إليه : إني رافع] لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم، فأحب أن تزداد عملا، فأتاه خليل له [من الملائكة] ، فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا، فكلم لي ملك الموت فليؤخرني حتى [أزداد عملا]؛ فحمل بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء [الرابعة تلقاهم ملك] الموت منحدرا فكلمه، فكلمه ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: [أين إدريس]؟ فقال: ها هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: فالعجب بعثت قبل [أن] [أقبض روح إدريس] في السماء الرابعة وهو في الأرض؛ فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض، فقبض روحه هناك؛ فذلك قول الله ورفعناه مكانا عليا ، وأما سدرة المنتهى، فإنها سدرة على رؤوس حملة [ ص: 81 ] العرش ينتهي إليها علم الخلائق، ثم ليس لأحد وراءها علم، فلذلك سميت سدرة المنتهى لانتهاء العلم إليها.

التالي السابق


الخدمات العلمية