صفحة جزء
114 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن جرير بن حازم قال: سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: "مر عمرو بن العاص، فطاف بالبيت، فرأى حلقة من قريش جلوسا، فلما رأوه قالوا: أهشام كان أفضل في أنفسكم أو عمرو بن العاص؟ فلما فرغ من طوافه، جاء، فقام عليهم، فقال: إني قد علمت أنكم قد قلتم شيئا حين رأيتموني، فما قلتم؟ قالوا: ذكرناك وهشاما، فقلنا: أيهما [ ص: 121 ] أفضل؟ فقال: سأخبركم عن ذلك، إنا شهدنا اليرموك، فبات وبت ندعو الله أن يرزقنا الشهادة في سبيل الله، وأسأله إياها، فلما أصبحنا رزقها وحرمتها، ففي ذلك تبين لكم فضله علي".

115 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن أبي عمر مولى بني أمية قال: حدثني محمد بن أبي سفيان الجمحي أخي عمرو بن عبد الله بن صفوان قال: حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعي قال: "إنا لجلوس في الحجر وناس من قريش، إذ قيل: قدم الليلة عمرو بن العاص من مصر، فما أكبر بأن دخل، فابتدرناه بأبصارنا، فلما طاف دخل الحجر، وصلى ركعتين، ثم قال: كأنكم قد قرضتموني بهنت، فقال القوم: لم نذكر إلا خيرا، ذكرناك وهشاما، فقال بعضنا: هذا أفضل. وقال بعضنا: هذا أفضل. فقال عمرو: سأخبركم عن ذلك، إنا أسلمنا فأحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وناصحناه ، فذكر يوم اليرموك ، فقال: أخذ بعمود الفسطاط [ ص: 122 ] حتى اغتسل وتحنط ، وتكفن ، ثم أخذ بعمود الفسطاط حتى اغتسلت ، وتحنطت ، وتكفنت ، ثم اعترضنا على الله تبارك وتعالى، فقبله ، فهو خير مني. قبله ، فهو خير مني. قبله ، فهو خير مني" قال أبو عمر: قال عمرو بن شعيب: "علق عمرو يوم اليرموك سبعين سيفا بعمود فسطاطه ، قتلوا من بني سهم".

116 - حدثنا محمد قال: حدثنا ابن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن عمر بن سعد قال: حدثني ابن سابط، أو غيره، عن أبي الجهم بن حذيفة العدوي قال: "انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ، ومعي شنة من ماء وإناء، فقلت: إن كان به رماق سقيته من الماء، ومسحت به وجهه، فإذا أنا به ينشغ، فقلت: أسقيك؟ فأشار أن نعم. فإذا رجل يقول: آه فأشار ابن عمي أن انطلق إليه، فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص، فأتيته، فقلت: أسقيك؟ فسمع آخر يقول: آه فأشار هشام أن انطلق به إليه، فجئته، فإذا هو قد مات، ثم رجعت إلى هشام، فإذا هو قد مات، ثم أتيت ابن عمي فإذا هو قد مات". [ ص: 123 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية