صفحة جزء
140 - ( 19 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء . وضع خاتمه }أصحاب السنن وابن حبان والحاكم ، من حديث الزهري عن أنس به ، قال النسائي : هذا حديث غير محفوظ ، وقال أبو داود : منكر ، وذكر الدارقطني ، الاختلاف فيه : وأشار إلى شذوذه ، وصححه الترمذي ، وقال النووي : هذا مردود عليه ، قاله في الخلاصة ، وقال المنذري : الصواب عندي تصحيحه ، فإن رواته ثقات أثبات ، وتبعه أبو الفتح القشيري في آخر الاقتراح ، وعلته أنه من رواية همام ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس ، ورواته ثقات ، لكن لم يخرج الشيخان رواية همام ، عن ابن جريج ، وابن جريج قيل لم يسمعه من الزهري وإنما رواه عن زياد بن سعد ، عن الزهري بلفظ آخر ، وقد رواه مع همام مع ذلك مرفوعا ، يحيى بن الضريس البجلي ويحيى بن المتوكل ، وأخرجهما [ ص: 191 ] الحاكم والدارقطني ، وقد رواه عمرو بن عاصم ، وهو من الثقات ، عن همام موقوفا على أنس ، وأخرج له البيهقي شاهدا ، وأشار إلى ضعفه ، ورجاله ثقات ، ورواه الحاكم أيضا ولفظه : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتما ، نقشه محمد رسول الله ، فكان إذا دخل الخلاء وضعه }وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الجوزجاني في الأحاديث الضعيفة وينظر في سنده ، فإن رجاله ثقات ، إلا محمد بن إبراهيم الرازي فإنه متروك .

قوله : وإنما نزع خاتمه لأنه كان عليه محمد رسول الله ، تقدم من رواية الحاكم ، ورواه البيهقي أيضا ، ووهم النووي والمنذري في كلامهما على المهذب ، فقالا : هذا من كلام المصنف ، لا في الحديث ، ولكنه صحيح من طريق أخرى . في أن نقش الخاتم كان كذلك ، قلت : كلامهما مستقيم لأنه ليس في السياق الجزم بالتعليل المذكور ، وإن كان فيه حكاية النقش . ( فائدة ) قيل : كانت الأسطر من أسفل إلى فوق ، ليكون اسم الله أعلى ، وقيل : كان النقش معكوسا ، ليقرأ مستقيما إذا ختم به ، وكلا الأمرين لم يرد في خير صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية