صفحة جزء
[ ص: 274 ] حديث : { ما ينبغي لنبي خائنة الأعين }. أبو داود والنسائي والبزار والحاكم والبيهقي ، من حديث سعد بن أبي وقاص في قصة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم يوم فتح مكة ، وفيه : { أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح منهم ، وأن عثمان استأمن له النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبى أن يبايعه ثلاثا ثم بايعه ، ثم قال لأصحابه : أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا ، حيث رآني كففت يدي عنه فيقتله . قالوا : وما يدرينا ما في نفسك يا رسول الله هلا أومأت إلينا بعينك ، قال : إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين }. إسناده صالح .

وروى أبو داود والترمذي والبيهقي من طريق أخرى عن أنس قال : { غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمل علينا المشركون حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا ، وفي القوم رجل يحمل علينا فيدقنا ويحطمنا ، فهزمهم الله ، فقال رجل : إن علي نذرا إن جاء الله بالرجل أن أضرب عنقه ، فجاء الرجل ثانيا ، فأمسك رسول الله لا يبايعه ، فجعل الرجل الذي حلف يتصدى له ويهابه أن يقتل الرجل ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يصنع شيئا بايعه ، فقال الرجل : نذري : فقال : إني لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوفي بنذرك ، فقال : يا رسول الله ، ألا أومضت إلي ، فقال : إنه ليس لنبي أن يومض }

[ ص: 275 ] وروى ابن سعد من طريق علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : { أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ابن أبي سرح ، وابن الزبعري ، وابن خطل }. فذكر القصة قال : { وكان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله ، فذكر قصة استيمان عثمان له ، وكان أخاه من الرضاعة ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري : هلا وفيت بنذرك ؟ قال : يا رسول الله استنظرتك فلم تومض لي ، فقال : الإيماء خيانة ، وليس لنبي أن يومئ }.

( فائدة ) :

حكى سبط بن الجوزي في مرآة الزمان ، أن الأنصاري عباد بن بشر .

التالي السابق


الخدمات العلمية