صفحة جزء
1588 - ( 12 ) - حديث أم سلمة : { كنت مع ميمونة عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل ابن أم مكتوم ، فقال : احتجبا منه ، فقلت : يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصر ؟ قال : أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه }. أبو داود والنسائي والترمذي وابن حبان ، وليس في إسناده سوى نبهان مولى أم سلمة شيخ الزهري [ ص: 309 ] وقد وثق .

وعند مالك : عن عائشة أنها احتجبت من أعمى ، فقيل لها : إنه لا ينظر إليك ، قالت : لكني أنظر إليه . وقال ابن عبد البر : حديث فاطمة بنت قيس يدل على جواز نظر المرأة إلى الأعمى وهو أصح من هذا ، وقال أبو داود : هذا لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة بدليل حديث فاطمة ، قلت : وهذا جمع حسن ، وبه جمع المنذري في حواشيه واستحسنه شيخنا .

( تنبيه ) :

لما ذكر الإمام تبعا للقاضي الحسين حديث الباب ، جعل القصة لعائشة وحفصة وتعقبه شيخنا في تصحيح المنهاج بأن ذلك لا يعرف ، لكن وجد في الغيلانيات من حديث أسامة على وفق ما نقله القاضي والإمام ، فأما أن يحمل على أن الراوي قلبه ، لأن ابن حبان وصف راويه بأنه كان شيخا مغفلا يقلب الأخبار ، وهو وهب بن حفص الحراني ، وإما أن يحمل على التعدد ، ويؤيده أثر عائشة الذي قدمته .

التالي السابق


الخدمات العلمية