صفحة جزء
186 - ( 8 ) - حديث عائشة : { كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه من الجنابة }متفق عليه ، باللفظ المذكور من حديثها ، ومن حديث [ ص: 244 ] أم سلمة وميمونة نحوه .

187 - ( 9 ) - حديث عائشة : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب ، توضأ وضوءه للصلاة }متفق عليه بمعناه ، ولفظ مسلم من طريق الأسود عنها : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا وأراد أن يأكل أو ينام ، توضأ وضوءه للصلاة }ولهما من طريق أبي سلمة ، عن عائشة : { كان إذا أراد أن ينام وهو جنب ، توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام } وللبخاري عن عروة ، عنها : { إذا أراد أن ينام وهو جنب ، غسل فرجه وتوضأ للصلاة }ورواه النسائي ، بلفظه إلى قوله : توضأ " وهو أيضا من رواية الأسود .

وروى ابن أبي خيثمة ، عن القطان قال : ترك شعبة حديث الحكم في الجنب إذا أراد أن يأكل . قلت : قد أخرجه مسلم من طريقه فلعله تركه بعد أن كان يحدث به لتفرده بذكر الأكل ، كما حكاه الخلال عن أحمد ، وقد روي الوضوء عند الأكل للجنب ، من حديث جابر ، عند ابن ماجه وابن خزيمة ، ومن [ ص: 245 ] حديث أم سلمة وأبي هريرة ، عند الطبراني في الأوسط ، وقد روى النسائي من طريق أبي سلمة ، عن عائشة ، بلفظ { كان إذا أراد أن ينام وهو جنب ، توضأ وضوءه للصلاة ، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه ، ثم يأكل أو يشرب }وأما ما رواه أصحاب السنن من حديث الأسود أيضا عن عائشة : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينام وهو جنب ، ولا يمس ماء }فقال أحمد : إنه ليس بصحيح ، وقال أبو داود : هو وهم ، وقال يزيد بن هارون : هو خطأ ، وأخرج مسلم الحديث دون قوله : ولم يمس ماء " وكأنه حذفها عمدا ، لأنه عللها في كتاب التمييز ، وقال مهنا عن أحمد بن صالح : لا يحل أن يروى هذا الحديث ، وفي علل الأثرم : لو لم يخالف أبا إسحاق في هذا ; إلا إبراهيم وحده لكفى .

فكيف وقد وافقه عبد الرحمن بن الأسود ، وكذلك روى عروة وأبو سلمة ، عن عائشة ، وقال ابن مفوز : أجمع المحدثون على أنه خطأ من أبي إسحاق . كذا قال ، وتساهل في نقل الإجماع ، فقد صححه البيهقي ، وقال : إن أبا إسحاق قد بين سماعه من الأسود في رواية زهير عنه ، وجمع بينهما ابن سريج على ما حكاه الحاكم ، عن أبي الوليد الفقيه عنه ، وقال الدارقطني في العلل : يشبه أن يكون الخبران صحيحين ، قاله بعض أهل العلم .

وقال الترمذي : يرون أن هذا غلط من أبي إسحاق ، وعلى تقدير صحته فيحمل على أن المراد لا يمس ماء للغسل ، ويؤيده رواية عبد الرحمن بن الأسود ، عن [ ص: 246 ] أبيه ، عند أحمد بلفظ : { كان يجنب من الليل ، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة حتى يصبح ، ولا يمس ماء }أو كان يفعل الأمرين لبيان الجواز ، وبهذا جمع ابن قتيبة في اختلاف الحديث ، ويؤيده ما رواه هشيم ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، عن عائشة مثل رواية أبي إسحاق ، عن الأسود ، وما رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما عن { ابن عمر : أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أينام أحدنا وهو جنب ؟ قال نعم ويتوضأ إن شاء }وأصله في الصحيحين دون قوله : إن شاء " ، كما سيأتي .

188 - ( 10 ) - حديث : { إذا أتي أحدكم أهله ، ثم بدا له أن يعاود ، فليتوضأ بينهما وضوءا } مسلم من حديث أبي سعيد الخدري ، ورواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم ، ( وزادوا ) : { فإنه أنشط للعود } ، وفي رواية ابن خزيمة والبيهقي : { فليتوضأ وضوءه للصلاة }.

وقال : إن الشافعي قال : لا يثبت مثله ، وقال البيهقي : لعله لم يقف على إسناد حديث أبي سعيد ، ووقف على إسناد حديث غيره . فقد روي عن عمر وابن عمر ، بإسنادين ضعيفين : ويؤيد هذا حديث أنس الثابت في الصحيحين : { أنه صلى الله عليه وسلم [ ص: 247 ] كان يطوف على نسائه بغسل واحد }ويعارضه ما روى أحمد وأصحاب السنن ، من حديث أبي رافع : { أنه صلى الله عليه وسلم طاف على نسائه ذات ليلة ، يغتسل عند هذه وعند هذه فقيل : يا رسول الله ألا تجعله غسلا واحدا ؟ فقال : هذا أزكى وأطيب }وهذا الحديث طعن فيه أبو داود ، فقال : حديث أنس أصح منه ، وقال النووي : هو محمول على أنه فعل الأمرين في وقتين مختلفين .

189 - ( 11 ) - حديث : روي عن { عمر أنه قال : يا رسول الله أيرقد أحدنا وهو جنب ؟ قال : نعم ، إذا توضأ أحدكم فليرقد }قال : ويروى أنه قال : { اغسل فرجك وتوضأ }متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر ، والأول لفظ البخاري ، وفي رواية لمسلم : { نعم ليتوضأ ، ثم لينم حتى يغتسل إذا شاء } ولابن خزيمة : { أينام أحدنا وهو جنب ؟ قال : ينام ويتوضأ إن شاء }وفي رواية [ ص: 248 ] للشيخين ذكر { عمر أنه تصيبه جنابة من الليل ، فقال : توضأ واغسل ذكرك ، ثم نم }.

وروى مالك في الموطأ ، عن ابن عمر أنه كان لا يغسل رجليه إذا توضأ وهو جنب للأكل أو النوم ، ويؤيده حديث علي في سنن أبي داود حيث : قال { هذا وضوء من لم يحدث } ولابن حبان من حديث { ابن عباس : بت عند ميمونة ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قام فبال ، ثم غسل وجهه وكفه ، ثم نام }

التالي السابق


الخدمات العلمية