صفحة جزء
[ ص: 191 ] حديث : { أن النبي صلى الله عليه وسلم منع أبا بكر يوم أحد عن قتل ابنه عبد الرحمن ، وأبو حذيفة بن عتبة عن قتل أبيه يوم بدر }. الحاكم والبيهقي من طريق الواقدي ، عن ابن أبي الزناد ، عن أبيه قال : { شهد أبو حذيفة بدرا ، ودعا أباه عتبة إلى البراز ، فمنعه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم } ، قال الواقدي : { ولم يزل عبد الرحمن بن أبي بكر على دين قومه في الشرك ، حتى شهد بدرا مع المشركين ، ودعا إلى البراز ، فقام إليه أبو بكر ليبارزه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : متعنا بنفسك }ثم إن عبد الرحمن أسلم في هدنة الحديبية .

( تنبيه ) قال ابن داود شارح المختصر : ابن أبي بكر هذا المراد به غير عبد الرحمن ومحمد فإنهما ولدا في الإسلام ، انتهى . وقد عرفت ما يرد عليه إلا أن الواقدي ضعيف . وقول ابن داود : إن عبد الرحمن ولد في الإسلام مردود ، وقد روى ابن أبي شيبة من رواية أيوب قال : قال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبيه : قد رأيتك يوم أحد فضفت عنك ، فقال أبو بكر : لو رأيتك لم أضف عنك . وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن أيوب أيضا ، ورجاله ثقات مع إرساله .

( تنبيه ) آخر : تفطن الرافعي لما وقع للغزالي في الوسيط من الوهم في قوله : { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة ، وأبا بكر عن قتل أبويهما }. وهو وهم شنيع ، تعقبه ابن الصلاح ، والنووي ، قال النووي : ولا يخفى هذا على من عنده أدنى علم من النقل ، أي لأن والد حذيفة كان مسلما ، ووالد أبي بكر لم يشهد بدرا .

2213 - ( 23 ) - قوله : " روي { أن أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه حين سمعه يسب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم صنيعه }. أبو داود في المراسيل ، والبيهقي من رواية مالك بن عمير قال : [ ص: 192 ] { جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إني لقيت العدو ولقيت أبي فيهم ، فسمعت منه مقالة قبيحة ، فطعنته بالرمح فقتلته ، فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم صنيعه }. هذا مبهم ، وروى الحاكم والبيهقي منقطعا عن عبد الله بن شوذب قال : جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح ينعت الآلهة لأبي عبيدة يوم بدر وجعل أبو عبيدة يحيد عنه ، فلما أكثر فصده أبو عبيدة فقتله . وهذا معضل ، وكان الواقدي ينكره ويقول : " مات والد أبي عبيدة قبل الإسلام "

التالي السابق


الخدمات العلمية