صفحة جزء
219 - ( 4 ) - حديث المغيرة : { أنه صلى الله عليه وسلم مسح أعلى الخف وأسفله } أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، والدارقطني ، والبيهقي ، وابن الجارود ، من طريق ثور بن يزيد ، عن رجاء بن حيوة ، عن كاتب المغيرة ، عن المغيرة ، وفي رواية ابن ماجه ، عن رواد كاتب المغيرة ، قال الأثرم : عن أحمد أنه كان يضعفه ، ويقول : ذكرته لعبد الرحمن بن مهدي فقال : عن ابن المبارك ، عن ثور حدثت ، عن رجاء ، عن كاتب المغيرة ، ولم يذكر المغيرة ، قال أحمد : وقد كان نعيم بن حماد ، حدثني به ، عن ابن المبارك كما حدثني الوليد بن مسلم به ، عن ثور ، فقلت له : إنما يقول هذا : الوليد ، فأما ابن المبارك فيقول : حدثت عن رجاء ، ولا يذكر المغيرة فقال لي نعيم : هذا حديثي الذي أسأل عنه ، فأخرج إلي كتابه القديم بخط عتيق ، فإذا فيه ملحق بين السطرين بخط ليس بالقديم عن المغيرة ، فأوقفته عليه وأخبرته أن هذه زيادة في الإسناد لا أصل لها ، فجعل يقول للناس بعد وأنا أسمع : اضربوا على هذا الحديث ، وقال ابن أبي حاتم في [ ص: 281 ] العلل ، عن أبيه ، وأبي زرعة : حديث الوليد ليس بمحفوظ ، وقال موسى بن هارون ، وأبو داود : لم يسمعه ثور من رجاء ، حكاه قاسم بن أصبغ عنه . وقال البخاري في التاريخ الأوسط : ثنا محمد بن الصباح ، ثنا ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عروة بن الزبير ، عن المغيرة { : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على خفيه ظاهرهما }. قال : وهذا أصح من حديث رجاء ، عن كاتب المغيرة . وكذا رواه أبو داود ، والترمذي من حديث ابن أبي الزناد ، ورواه أبو داود الطيالسي ، عن ابن أبي الزناد فقال : عن عروة بن المغيرة ، عن أبيه ، وكذا أخرجه البيهقي من رواية إسماعيل بن موسى ، عن ابن أبي الزناد . وقال الترمذي : هذا حديث معلول لم يسنده عن ثور غير الوليد .

( قلت ) : رواه الشافعي في الأم عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، عن ثور ممل الوليد ، وذكر الدارقطني في العلل أن محمد بن عيسى بن سميع ، رواه عن ثور كذلك . قال الترمذي : وسمعت أبا زرعة ومحمدا يقولان : ليس بصحيح . وقال أبو داود : لم يسمعه ثور من رجاء ، وقال الدارقطني : روي عن عبد الملك بن عمير ، عن وراد كاتب المغيرة ، عن المغيرة ، ولم يذكر أسفل الخف ، وقال ابن حزم : أخطأ فيه الوليد في موضعين فذكرهما كما تقدم .

( قلت ) : ووقع في سنن الدارقطني ما يوهم رفع العلة وهي : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا داود بن رشيد ، عن الوليد بن مسلم ، عن ثور بن يزيد ، ثنا رجاء بن حيوة فذكره ، فهذا ظاهره أن ثورا سمعه من رجاء فتزول العلة ، ولكن رواه أحمد بن عبيد الصفار في مسنده ، عن أحمد بن يحيى الحلواني ، عن [ ص: 282 ] داود بن رشيد ، فقال : عن رجاء ، ولم يقل : حدثنا رجاء ; فهذا اختلاف على داود يمنع من القول بصحة وصله مع ما تقدم في كلام الأئمة .

( فائدة ) روى الشافعي في القديم وفي الإملاء من حديث نافع ، عن ابن عمر : أنه كان يمسح أعلى الخف وأسفله . وفي الباب حديث { علي : لو كان الدين بالرأي ، لكان أسفل الخف أولى من أعلاه ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه } ، رواه أبو داود وإسناده صحيح .

( قوله ) : والأولى أن يضع كفه اليسرى تحت العقب ، واليمنى على ظهور الأصابع ، ويمر اليسرى على أطراف الأصابع من أسفل ، واليمنى إلى الساق ، ويروي هذه الكيفية عن ابن عمر كذا قال ، والمحفوظ عن ابن عمر : أنه كان يمسح أعلى الخف وأسفله . كذا رواه الشافعي والبيهقي كما قدمناه .

( قوله ) : واستيعاب الكل ليس بسنة ، { مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على خفيه خطوطا من الماء }. قال ابن الصلاح : تبع الرافعي فيه الإمام ، فإنه قال في النهاية : إنه صحيح ، فكذا جزم به الرافعي وليس بصحيح ، وليس له أصل في كتب الحديث ، انتهى .

وفيما قال نظر ، ففي الطبراني الأوسط من طريق جرير بن يزيد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : { مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يتوضأ فغسل خفيه ، فنخسه برجليه ، وقال : ليس هكذا السنة ، أمرنا بالمسح هكذا ، وأمر بيديه على خفيه }. وفي لفظ له : { ثم أراه بيده من مقدم الخفين إلى أصل الساق مرة وفرج بين أصابعه }قال الطبراني : لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد ، وعزاه ابن الجوزي في التحقيق إلى رواية ابن ماجه ، عن محمد بن مصفى ، عن بقية ، عن جرير بن يزيد ، عن منذر ، عن المنكدر ، عن جابر نحوه ، ولم أره في سنن ابن ماجه ، قلت : هو في بعض النسخ دون بعض ، وقد استدركه المزي على ابن عساكر [ ص: 283 ] في الأطراف ، وإسناده ضعيف جدا ، وأما قول إمام الحرمين المذكور فكأنه تبع القاضي الحسين فإنه قال : روي حديث { علي : كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما قال : فحكي عنه أنه قال : ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظهور الخف خطوطا بالأصابع }. وتبع الغزالي في الوسيط إمامه ، وقال النووي في شرح المهذب : هذا الحديث ضعيف ، روي عن علي مرفوعا ، وعن الحسن يعني البصري قال : من السنة أن يمسح على الخفين خطوطا . وقال في التنقيح : قول إمام الحرمين : إنه صحيح غلط فاحش ، لم نجده من حديث علي ، لكن روى ابن أبي شيبة أثر الحسن المذكور ، وروى أيضا من حديث المغيرة بن شعبة : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم جاء حتى توضأ ومسح على خفيه ، ووضع يده اليمنى على خفه الأيمن ، ويده اليسرى على خفه الأيسر ، ثم مسح أعلاهما مسحة واحدة حتى كأني أنظر إلى أصابعه صلى الله عليه وسلم على الخفين }ورواه البيهقي من طريق الحسن ، عن المغيرة بنحوه ، وهو منقطع .

التالي السابق


الخدمات العلمية