صفحة جزء
[ ص: 286 - 287 ] كتاب الحيض .

223 - ( 1 ) - حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { تمكث إحداكن شطر دهرها لا تصلي }لا أصل له بهذا اللفظ . قال الحافظ أبو عبد الله بن منده فيما حكاه ابن دقيق العيد في الإلمام عنه : ذكر بعضهم هذا الحديث ولا يثبت بوجه من الوجوه . وقال البيهقي في المعرفة : هذا الحديث يذكره بعض فقهائنا وقد طلبته كثيرا فلم أجده في شيء من كتب الحديث ، ولم أجد له إسنادا . وقال ابن الجوزي في التحقيق : هذا لفظ يذكره أصحابنا ولا أعرفه . وقال الشيخ أبو إسحاق في المهذب : لم أجده بهذا اللفظ إلا في كتب الفقهاء . وقال النووي في شرحه : باطل لا يعرف . وقال في الخلاصة : باطل لا أصل له . وقال المنذري : لم يوجد له إسناد بحال . وأغرب الفخر بن تيمية في شرح الهداية لأبي الخطاب ، فنقل عن القاضي أبي يعلى أنه قال : ذكر هذا الحديث عبد الرحمن بن أبي حاتم البستي في كتاب السنن له . كذا قال ، وابن أبي حاتم ليس هو بستيا إنما هو رازي ، وليس له كتاب يقال له : السنن .

( تنبيه ) : في قريب من المعنى ما اتفقا عليه من حديث أبي سعيد قال : { أليس إذا حاضت لم تصل ، ولم تصم ؟ فذلك من نقصان دينها }ورواه مسلم من حديث ابن عمر بلفظ : { تمكث الليالي ما تصلي ، وتفطر في شهر رمضان ، فهذا نقصان دينها }ومن حديث أبي هريرة كذلك ، وفي المستدرك من حديث ابن مسعود نحوه ، ولفظه : { فإن إحداهن تقعد ما شاء الله من يوم وليلة لا تسجد لله [ ص: 288 ] سجدة }قلت : وهذا وإن كان قريبا من معنى الأول ، لكنه لا يعطي المراد من الأول ، وهو ظاهر من التفريع ، والله أعلم . وإنما أورد الفقهاء هذا محتجين به على أن أكثر الحيض خمسة عشر يوما ، ولا دلالة في شيء من الأحاديث التي ذكرناها على ذلك ، والله أعلم .

224 - ( 2 ) - حديث : { تحيضي في علم الله ستا أو سبعا كما تحيض النساء ويطهرن }هذا طرف من حديث قد أعاد الرافعي منه قطعة في مواضع أخر من هذا الباب ، وهو حديث طويل أخرجه الشافعي وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارقطني والحاكم من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، عن عمه عمران بن طلحة ، عن أمه { حمنة بنت جحش ، قالت : كنت أستحاض حيضة كبيرة شديدة ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستفتيه }الحديث بطوله ، وفيه : تلجمي " قالت : هو أكثر من ذلك ، قال الترمذي : حسن . قال : وهكذا قال : أحمد ، والبخاري . وقال البيهقي : تفرد به ابن عقيل وهو مختلف في الاحتجاج به . وقال ابن منده : لا يصح بوجه من الوجوه لأنهم أجمعوا على ترك حديث ابن عقيل . كذا قال ، وتعقبه [ ص: 289 ] ابن دقيق العيد واستنكر منه هذا الإطلاق ، لكن ظهر لي أن مراد ابن منده بذلك من خرج الصحيح وهو كذلك . وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه ؟ فوهنه ولم يقو إسناده .

قوله : وفي رواية { تلجمي واستثفري }ينظر فيمن زاد " واستثفري " ، فقد ذكرنا رواية : تلجمي " ، ثم وجدت في المستدرك من طريق ابن أبي مليكة ، عن عائشة في قصة فاطمة بنت أبي حبيش ، قال : ولتنظف " ، " ولتحتشي " ، والبيهقي من حديث أبي أمامة في حديث : { ولتحتشي كرسفا }.

( تنبيه ) قال ابن عبد البر : قيل : إن بنات جحش الثلاثة استحضن ، زينب ، وحمنة ، وأم حبيبة ، ومن الغرائب ما حكاه السهيلي ، عن شيخه محمد بن نجاح : أن أم حبيبة كان اسمها أيضا زينب ، وأن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلب عليها الاسم ، وأن أم حبيبة غلبت عليها الكنية ، وأراد بذلك تصويب ما وقع في الموطأ : أن زينب بنت جحش كانت عند عبد الرحمن بن عوف .

التالي السابق


الخدمات العلمية